لا أشك أن حالة الألم الذي تعيشه نفوس الناس المحترمين من البشر ومن المسلمين ومن المسيحيين والعرب و الأردنيين وكل من يملك ذرة أخلاق حتى لو كان يعبد حجرا” أو لا يؤمن إلا بالمادة ، لا أشك انها نفوس تعيش ألما” منذ سبعة أشهر ، لأن رؤية الظلم والدم والقتل والاستقواء العالمي والاصطفاف الظالم ضد مليونين وربع من البشر يعيشون في سجن غزة منذ خمس عشرة سنة ولا بصيص أمل في مستقبل وعدوا به منذ أوسلو لكنه لم يتحرك بوصة واحدة للأمام حتى طفح كيل رئيس السلطة الفلسطينية ليعلن أن ذهابه إلى الحمام يحتاج إلى موافقة إسرائيل.
نعم نعيش الألم ونعبر عنه بالصلوات والأدعية وصلاة الغائب وخطب موجه وتبرعات لا ترقى إلى مستوى الحدث ولا تقدم إلا الفتات حتى وصل الناس إلى المجاعة والموت بالأمراض والبحث عن مكان آمن دون جدوى !!!
تظاهر الناس وصرخوا وهتفوا وحملوا اللافتات وامتلأت شوارع مدن العالم بالمحتجين المطالبين بوقف المجازر التي أزهقت أرواح خمسة وثلاثين ألف نفس من الأطفال والنساء والشيوخ ومع كل ذلك استمرت عصابة تل أبيب دون اكتراث لمجلس أمن أو امم متحدة أو محاكم دولية ، وتم اختصار المشهد في عدد قليل من الصهاينة المحتجزين رهائن.
غطرسة العصابة نابعة من يقين أن الدول الإسلامية والعربية لن يختلف موقفها عن موقف الشعوب أو أقل حيث الفرصة قائمة لها لتندد وتستنكر وتشجب وهذا غاية الجود !!.
إن موقف الحاكمين لا يمكن أن يستجيب لطلبات المتظاهرين ولا الحالمين الذين يظنون أن الزحف قادم. لم يختلف موقف الحاكمين المسلمين السنة والشيعة عن موقف الحاكمين العرب. فلم تعلن تركيا النفير ولكنها لم تتاجر مثل جارتها إيران التي ارسلت فتاشات الغزل فبادلتها إسرائيل الغزل بمثله وذهبت مسيرات طهران لمرج الحمام والبحر الميت ولم تقتل إلا طفلا “فلسطينيا” في بئر السبع .
وفي ظل تخندق ثمان وخمسين دولة مسلمة ضمن حدود الاستنكار راح البعض مطالبا” الأردن بأن يكون كبش الفداء وكأنه حامي حمى الأمة والدين ومالك القاهر والظافر ويعيش على بحر من النفط وهو مالك السلاح النووي ويعيش رخاء اقتصاديا” حيث له ديون على دول العالم !! ولديه المصانع العسكرية ويبيع السلاح للعالم ولا ينتظر مساعادات حلفاء إسرائيل، ويعيش بين البحيرات والأنهار ولا يعاني وليس افقر دولة في ذلك .
ذنبنا كأمة في فرقتها وخلافاتها وعدم تخطيطها وتبعيتها وغياب العقلاء والحكماء الذين لم يخطوا لنا بروتوكولات تقابل بروتوكولاتهم.
سنن نهضة الأمم بالتخطيط بدء من التعليم ولنا في اليابان الدولة الوحيدة التي تم ضربها بالنووي وها هي تبني نفسها لتعود من أعظم ثماني دول العالم .
قد لا يعجب كلامي بعض الغيورين لكن الحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها أن حكي السرايا ليس حكي القرايا وصدق الله العظيم: إن تنصروا الله ينصركم.
لم نقف كأمة مع الله ولهذا لن يكون لنا شأن بهذا الحال. اما أؤلئك المستضعفين فقد واجهوا العدو بما استطاعوا ولعل الله ينظر إليهم ويحقق على أيديهم ما عجزت عنه أمة المليارين المكبلة والمقسمة والغارقة والحالمة.