الطرق السريعة المدفوعة (الأتوستراد) هي نوع من الطرق التي توفر خدمة مرور سريعة وفعالة للمستخدمين الذين يفضلون الوصول السريع إلى وجهاتهم مقابل دفع رسوم. يتم استخدام هذه الرسوم لتمويل تشغيل وصيانة الطريق، وتطوير البنية التحتية، وتوفير خدمات إضافية مثل الأمان والسرعة. تعتمد فكرة الأتوسترادات السريعة المدفوعة على توفير بديل للطرق العادية، حيث يمكن للسائقين الاختيار ما بين طرق مدفوعة او غير مدفوعة للوصول الى وجهاتهم.
للأتوستراد في أوروبا أهمية حيوية وله دور بارز في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية كأحد عناصر البنية التحتية لقطاعات عديدة في التزويد والتجارة والنقل. حيث تساهم في تعزيز التجارة والتواصل من خلال توفير شبكة مواصلات سريعة وفعالة تربط بين المدن والمناطق في أوروبا، مما يسهل حركة السلع والبضائع ويعزز التجارة الداخلية والخارجية، ويسهم في تحفيز النشاط الاقتصادي وزيادة الاستثمارات. كما وتساعد في تحسين الوصول إلى العمل والخدمات، مما يعزز التوظيف ويحسن جودة الحياة للسكان، وتعزيز السياحة والتنمية المحلية، حيث تسهل الوصول إلى المناطق السياحية، مما يعزز قطاع السياحة ويسهم في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل. وتساهم أيضا في تقليل الازدحام المروري في المدن وتحسين جودة الهواء، وتحسين السلامة على الطرق من خلال توفير طرق سريعة وآمنة للسفر. وقد تساهم أيضا في تعزيز التكنولوجيا والابتكار، حيث تتبنى الطرق السريعة الجديدة التكنولوجيا الحديثة ومبدأ الابتكار في إدارة وصيانة الطرق، مما يعزز الابتكار التقني ويسهم في تطوير القطاع النقل والبنية التحتية.
في إيطاليا، تعتبر الطرق السريعة المدفوعة، المعروفة باسم “الأتوستراد” (Autostrade)، جزءاً أساسياً من البنية التحتية للنقل والطرق. تأسست أول شبكة للأتوستراد في إيطاليا في عام 1924، ومنذ ذلك الحين تطورت ونمت لتشمل شبكة واسعة من الطرق السريعة التي تربط مختلف المدن والمناطق في البلاد. لعبت الطرق السريعة دوراً هاماً في تعزيز النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية في إيطاليا، فقد ساهمت في تحسين الاتصالات بين المدن والمناطق، وتسهيل حركة السلع والأفراد، وتعزيز السياحة والتجارة والصناعة والاستثمار، بحسب الخبراء والدراسات.
أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني مشكلة البنية التحتية للنقل والطرق في الاردن، واسأل نفسي: هل لدينا استراتيجية شاملة لتحسين البنية التحتية للنقل والطرق، والذي سيشكل أساساً لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع الاخذ بعين الاعتبار الاستفادة من خبرات البلدان الاخرى؟ كما وتساهم هذه الطرق في تعزيز التجارة والسياحة والصناعة، وبالإضافة الى تقليل التأثيرات السلبية لظاهرة الازدحام المروري على النمو الاقتصادي والجاذبية الاستثمارية للأردن نتيجة الوقت المهدور على الطرقات سواء للموظفين أو رجال الاعمال او التجار، إضافة الى التأثيرات الاجتماعية والصحية لهذه الظاهرة على مستخدمي الطرق والذي له انعكاسات سلبية على انتاجية العاملين. كما ويمكن عمل شراكة حكومية مع القطاع الخاص وإيجاد تمويل لهذه المشاريع من خلال المنح او القروض او استثمارات خاصة، وهنا اود ان اذكر ان الكثير من الدول الأوروبية قامت بالاقتراض لعمل الطرق السريعة المدفوعة، فعلى سبيل المثال، قامت إيطاليا بالحصول على قرض دولي، وذلك بعد موافقة الشعب الايطالي في الاستفتاء في 25 سبتمبر 1960، لتوسيع وتحديث البنية التحتية للنقل، وتحسين شبكة الطرق السريعة.