صدى الشعب – وكالات
أعلنت حركة حماس، السبت، تسلمها رد إسرائيل الرسمي على موقف الحركة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والذي سلمته للوسيطين مصر وقطر في 13 أبريل/نيسان الجاري.
جاء ذلك في بيان لخليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، عبر تلغرام، قال فيه إن الحركة “ستقوم بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها (للوسطاء)”.
وتزامن استلام حماس الرد الإسرائيلي مع زيارة لوفد أمني مصري الجمعة، إلى تل أبيب، حاملاً “مقترحًا لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام”، حسبما أفادت به صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وبحسب هيئة البث العبرية، فإنّ “الأجهزة الأمنية في إسرائيل تعتقد أنّ هذه الفرصة الأخيرة لإعادة المحتجزين (الأسرى الإسرائيليين) من غزة”.
وفي 13 أبريل، أعلنت حماس أنها سلمت ردها لمصر وقطر حول مقترح وقف إطلاق النار، وتبادل أسرى مع إسرائيل، تسلمته قبل نحو أسبوع، مؤكدة استعدادها لإبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين.
وجددت حماس في ردها آنذاك تمسكها بمطالبها بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.
ومنذ أشهر تسعى وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة إلى التوصل لصفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل و”حماس”، بعد الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وتقدر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت “حماس” مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، زادت أوضاعهم سوءا منذ أن بدأت حربها على غزة، وفق منظمات فلسطينية معنية بالأسرى.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
ووصل وفد مصري الجمعة إلى إسرائيل بحسب قناة “القاهرة” الإخباريّة القريبة من الاستخبارات المصريّة، في محاولة لإحياء المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزّة مرتبطة بالإفراج عن رهائن، في حين يُعدّ الجيش الإسرائيلي لهجوم على رفح.
ونقلت القناة المصريّة عن مصدر “رفيع” قوله إنّ الوفد “يضمّ مجموعة من المختصّين بالملفّ الفلسطيني، لمناقشة إطار شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة”.
واستشهد ما لا يقلّ عن 51 شخصًا في 24 ساعة في قطاع غزّة حتى صباح الجمعة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنّه شهد الجمعة إطلاق صواريخ على منزل في مدينة غزّة، أدّى إلى سقوط ثلاثة شهداء.
وتترافق الحرب مع تصعيد كبير عند حدود إسرائيل الشماليّة مع لبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل مدني.
توازيًا، يستعدّ الجيش الإسرائيلي لشنّ هجوم برّي على رفح في أقصى جنوب قطاع غزّة والتي يعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي آخر معقل كبير لحماس.
ويُعرب عدد كبير من العواصم الأجنبيّة والمنظّمات الإنسانيّة عن الخشية من سقوط أرواح بشريّة كثيرة في حال نفّذت إسرائيل هجومها على المدينة الواقعة في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر والتي تكتظّ بأكثر من 1,5 مليون شخص، غالبيّتهم نازحون.
وعلى صعيد زيارة الوفد الآتي من مصر، كان مسؤول إسرائيلي لم يكشف اسمه قال إنّ “مواضيع أمنيّة” ستُناقش معه، من دون كشف تفاصيل إضافية.
– “صاروخ أوّل” ثم آخَر –
اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لحماس ضدّ إسرائيل أدّى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيليّة.
وخلال هجوم حماس، خُطف أكثر من 250 شخصًا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفّوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
ردًّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل تدمير حماس التي تتولّى السلطة في غزّة منذ 2007 وتُصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي “منظّمة إرهابيّة”.
وأسفرت حربها الواسعة في قطاع غزّة عن اسشتهاد 34356 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وظهر الجمعة، رأى مراسل لوكالة فرانس برس طائرات تطلق صواريخ باتّجاه منزل في حيّ الرمال في مدينة غزّة في شمال القطاع، وقد انتشلت من الأنقاض جثث رجل وامرأة وطفل.
وروى شاهد عيان لم يكشف اسمه لفرانس برس “كنت جالسا أبيع السجائر وفجأة سقط أوّل صاروخ وهزّ المنطقة وأتى الصاروخ الثاني. ركضنا لنرى ما حصل، فرأينا شهيدا وشهيدة وبنتا صغيرة قد استشهدوا”.
وشهد مراسل وكالة فرانس برس بعد ذلك ضربتين جوّيتَين متتاليتَين في حيّ الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وقد ارتفعت سحب دخان كثيف من الحيّ.
– “الديموقراطية” –
وبينما يواجه سكّان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة وضعًا إنسانيًّا مأسويًّا، أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها بدأت بناء ميناء موقّت ورصيف بحري قبالة ساحل قطاع غزّة يسمح للسفن الحربيّة والمدنيّة بتفريغ حمولتها من المساعدات.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن مطلع آذار/مارس عمليّة البناء هذه، إزاء صعوبة وصول المساعدات برًّا من مصر بسبب عمليّات التدقيق والتفتيش الصارمة التي تفرضها إسرائيل.
وسط هذه التطوّرات، لا يزال التوتّر سائدًا في الجامعات الأميركيّة التي تشهد تظاهرات متزايدة ضدّ الحرب في قطاع غزّة، وحيث أوقِف مئات الأشخاص في وقت تواجه شرطة مكافحة الشغب طلّابًا غاضبين.
ومن لوس أنجلس إلى نيويورك، مرورًا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتّسع حركة الطلاب الأميركيّين المؤيّدين
للفلسطينيّين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالميًّا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.
في السياق، أرجأت جامعة كولومبيا التي انطلقت منها الحركة الاحتجاجيّة، الموعد النهائي المحدّد يوم الجمعة للطلاب لفضّ الاعتصام في الحرم الجامعي.
ورأى وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور الصين، أنّ تظاهرات الطلاب المؤيّدة للفلسطينيّين في الولايات المتحدة تندرج في إطار “الديموقراطيّة”.