صدى الشعب – كتب د. مهند النسور
وكالة الأونروا توفر خدمات التعليم الأساسي وخدمات الرعاية الصحية الأولية لجميع لاجئي فلسطين، فضلا عن تقديم خدمات أخرى مثل المعونات النقدية والغذائية، ودعم العلاج في المستشفيات وفقًا لمعايير خاصة ومستهدفة الأشخاص الأكثر حاجة.
حيث يسعى كل لاجىء محتاج للاستفادة من هذه الخدمات الإنسانية ففي عام 2020، سُجِّلَ أكثر من 540,000 طفل في مدارس الأونروا للعام الدراسي 2020-2021، ووصلت مساعدات برنامج شبكة الأمان الاجتماعي إلى 390 ألف مستفيد، وتلقَّى 1.5 مليون متضرر مساعدات إنسانية عاجلة.
في مؤتمر صحافي يوم هذا الاسبوع، أكدت كاترين كولونا، رئيسة المجموعة المستقلة المكلفة بالتحقيق في حيادية وكالة الأونروا، أن إسرائيل لم تقدم أي أدلة في التحقيق حول مزاعم تورط موظفي الأونروا في عمليات «طوفان الأقصى».
ونتج عن التحقيق، الذي استمر لتسعة أسابيع، تقريرا مقبولا رسميًا من الأمين العام للأمم المتحدة، خلص الى غياب الأدلة الرصينة بشكل تام، على الرغم من فصل موظفي الأونروا من عملهم في وقت سابق دون انتظار نتائج التحقيق.
كما رحَّب فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، بالتقرير وأكد التزامه بتنفيذ توصياته. وأكد لازاريني التزام الوكالة بالحيادية والاستمرار في تقديم المساعدة للفلسطينيين في جميع المناطق التي تعاني من أزمات إنسانية و لا سيما قطاع غزة،
داعيًا الدول المانحة لإعادة النظر في تمويل الوكالة لمساعدتها في تلبية احتياجات اللاجئين. على صعيد وطني، جاءت زيارة سمو الأمير الحسن بن طلال إلى مخيم البقعة الأسبوع الماضي برفقة المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا البانيز،
تأكيدًا على أهمية دور وكالة الأونروا الأممية في تقديم الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني الذي يعيش ظروفًا صعبة، خاصة في قطاع غزة.
وتعكس هذه الزيارة في الوقت ذاته التزام الأردن بدعم ومواصلة دعم وكالة الأونروا و التضامن معها. من الواضح تمامًا أن الحملة ضد وكالة الأونروا لا تقتصر فقط على جهات إسرائيلية، بل تشمل أيضًا جهات أخرى، مما يعكس جهودًا مستمرة للتشكيك في دور الوكالة ودعمها، وللأسف، تظهر محاولات وجهود ممنهجة تهدف إلى تقويض دور الأونروا ليس فقط من جانب تقديم الخدمات الانسانية،
ولكن لطمس قضية فلسطين برمتها عبر محاولة القضاء على حق العودة الذي يشكَّل كابوسًا للاحتلال الذي يرى في الأونروا عقبة أمام تحقيق مطامعه غير المشروعة في منع عودة الفلسطينيين إلى أرضهم. الآن، يتعين على تلك الدول التي قررت بسرعة وقف دعم الأونروا أن تتراجع عن قرارها وألا تسمح بمواصلة معاناة الشعب الفلسطيني العزل من تداعيات الحرب ونتائج هذا القرار الجائر.
يجب العمل على تقديم الدعم للأونروا وتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني على الفور دون تأخير. ستبقى الأونروا رغم العقبات ان استمر الدعم اللازم لها وترسخ اليقين بحياديتها ودورها الانساني المشرف.