خالد خازر الخريشا
القوى البشرية في معظم الدول الكبرى لا تعتبر مشكلة بل العكس في بلد مثل الصين والهند وسنغافورة وجنوب افريقيا تعتبر استثمار لكن لسياسات في بلدنا تسبح عكس التيار فبعض الشباب إشتعل الرأس شيبا وهو يبحث عن وظيفة أعمارهم تخطت عتبة الثلاثينات والأربعينات دون أمن معيشي ومستقبل غامض ينتظرهم وحسب التصريحات ألرسمية أنّ في الأردن قرابة 450 ألف عاطل عن ألعمل أكثر من نصفهم لا يحمل شهادة ثانوية عامه ما يعني صعوبة استيعابهم في القطاع ألحكومي في حين أنّ رؤية التحديث الاقتصادي تعتمد على توظيف مليون أردني وأردنية خلال 10 سنوات جلها في القطاع الخاص .
وإنّ أبرز أسباب ألبطالة تتمثل بالاعتماد على العمالة الوافدة خاصة خلال السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين التي شهدت نموا اقتصادياً بنسب جيدة بدون انخفاض أرقام ألبطالة إضافة إلى عدم مواءمة مخرجات التعليم الجامعي مع متطلبات سوق العمل وكذلك الموقع الجغرافي للأردن خلال السنوات ألأخيرة فاقم مشكلة البطالة مع إغلاق الحدود والنافذ لضمان عدم تأثر المملكة الأردنية مع الحرب الواقعة في سوريا والأوضاع العراقية بالإضافة إلى الأوضاع الدائمة والمتأزمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأخرها حرب غزة .
ووفق أرقام رسميه فإن نسبة البطالة بين الخريجين الجامعيين الأردنيين بمختلف الدرجات العلمية من الذكور 27%، في حين تجاوزت نسبة 33% بين ألإناث وينتظر 455 ألف جامعي دورهم في ديوان الخدمة المدنية للحصول على وظيفة حكوميه ويدخل سوق العمل الأردني سنويا نحو 140 ألف طالب عمل من خريجي الثانوية وحتى الدراسات الجامعية ألعليا في حين يوفر سوق العمل الأردني ما بين 35-40 ألف وظيفة سنويا.
تمضي بهم السنين دون ان يشعرون ويذهب شبابهم سدى يكاد شعر رأسهم يتوشح بالأبيض وهم يلهثون بالبحث عن فرصة عمل تحمل لهم كرامتهم وتكفيهم شر السؤال من المقربين منهم ، يا سامعين الصوت كل بيت أردني فيه ( قنابل موقوته) يعني شباب عاطلين عن العمل أصبحوا بدون أمل , الاسرة أنفقت عليهم عشرات الالاف , في المقابل أبناء الذوات والطبقة العليا ومسئولين الدولة لا يعانون أبناءهم من مرض الفقر والبطالة , وأجزم صادقا لو فتشنا أرشيف ديوان الخدمة المدنية الذي يحوي مئات الالاف من طلبات التوظيف من المستحيل أن نجد طلبات لأبناء الوزراء والأعيان والذوات والأجهزة العليا لان العدالة الوظيفية غائبة في هذا المجال ولا يوجد نزاهة أو شفافية في ملف التعيينات في مختلف القطاعات .
يحدث في الاردن وليس في جزر ( الواق واق) تجد مسئول كبير في وزارة يترأس أكثر من عشرة لجان في شركات القطاع الخاص وحصيلة الرواتب والامتيازات التي يجمعها سنويا من خلال منصبه تتجاوز مئات الالاف , وزير عمل سابق ( طبل رؤوسنا ) برواتب العيب التي لا تسمن ولا تغني من جوع (250) دينار وفي نهاية المطاف الشاب الاردني لا يحصل عليها الا ( بفانوس علاء الدين) , نعم يا سادة المواطن البسيط الغلبان ( يدوخ السبع دوخات) حتى يحصل على وظيفة في القطاع العام والخاص والرواتب طبعا معروفة ضمن الحد الادنى للأجور وهذا المبلغ بالأساس لا يفتح بيت أو ينفق ويؤسس لأسرة سليمة .
فإننا نؤكد أن هناك أزمة بطالة لأن البطالة أصعب مشاكل ألمجتمع ونتائجها بكل شيء سيئة لذا علينا أن نستحث الهمم ونصنع المبادرات لمحاربة البطالة فهي لا تقل جرمًا في حق ألإنسانية فالتعطل افتقاد الأمل في ألمستقبل وفَقْد الثقة في ألمجتمع وهو ما ينعكس في زيادة ألسلبية والانخراط في أنشطة خارج القانون أحيانًا.