أبو طربوش :”معظم المتسولين تبين أنهم غير محتاجين ويتلقون دخلا من صندوق المعونة الوطنية”.
العتوم :” زيادة الظاهرة في رمضان يدفعنا لتكثيف حملات فرق مكافحة التسول “.
صدى الشعب – عرين مشاعلة .
تنشط مهنة التسول في شهر رمضان المبارك ،بشكل كبير وملحوظ ، ويلجأ المتسولون من الاطفال والنساء خاصة ؛لإثارة شفقة المواطنين واستعطافهم كحيلة للحصول على المال بعد سرد قصصهم الحزينة ، مع اختلاف وتنوع صيغة الطلب، فضلا عن ابتكار الأساليب الجديدة للتسول.
وتتعدد وتتنوع اشكال التسول خاصة في شهر رمضان ، وجميعها لا تخرج عن غايتهم في الاستجداء ، منها ما يقوم به الاطفال من ممارسات على الإشارات المرورية يحملون بأيديهم قطع قماش يمسحون بها زجاج السيارات عند اصطفافها والبعض الآخر يتجول بين السيارات لبيع «العلكة» يستدرون بها عطف المواطنين، وهنالك من يدّعون تمثيلهم لمراكز الأيتام والجمعيات الخيرية وبناء المساجد طلبا لدعم مالي وجمع تبرعات حيث يتسلح بعضهم بأوراق باسم جمعية وهمية ، لا يحملون أوراقا رسمية تثبت شخصياتهم، وآخرون يستغلون انتظار الركاب للحافلات لإحراجهم بطلب المال أو إجبارهم على شراء حاجات لا فائدة لها.
وما يزيد الوضع سوءا سيدات بالعقد الثاني من أعمارهن يتسولن برفقه أطفال غير مباليات ببرودة او حرارة الطقس التي تؤثر عليهم ، لبقائهم لساعات طويلة في الشارع ، اضافة الى صور بشعة لاستغلال الاطفال والذين يفترشون الأرض برفقة من معهم من السيدات في سبيل استدرار عطف المواطنين، ناهيك عن بعضهن يعملن لساعات متأخرة من الليل، يتجولن بين السيارات وعلى الإشارات المرورية وكأنهن في وضح النهار ،هذه الاساليب وغيرها أصبحت تسبب ازعاج للمواطنين والمارة وتعكس صورة غير حضارية
محافظ اربد رضوان العتوم، أكد على ضرورة تكثيف حملات مكافحة التسول في محافظة إربد، لما تسببه هذه الظاهرة من إزعاج للمواطنين، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وشدد على ضرورة تكثيف عمل فرق التسول الميدانية في محافظة إربد خلال شهر رمضان، نظرًا لانتشار هذه الظاهرة وما تشكله من إزعاج للمواطنين نتيجة انتشار المتسولين عند إشارات المرور وأمام المساجد والمجمعات التجارية، الأمر الذي يُعيق حركة المرور ويعكس صورة غير حضارية عن مدينة اربد، لافتا الى إن ظاهرة التسول دخيلة على المجتمع الأردني، وإن زيادة تلك الظاهرة في شهر رمضان المبارك يدفعنا لتكثيف حملات فرق مكافحة التسول الميدانية في محافظة إربد، على مدار الساعة.
مدير مديرية التنمية الأجتماعية في محافظة اربد محمد أبو طربوش ، اكد الى ان ظاهرة ا لتسول تنشط في شهر رمضان ، ولكن ظاهرة التسول في اربد تراجعت بنسبة كبيرة بعد تشديد الرقابة وضبط المتسولين من مختلف الأعمار وإحالتهم إلى القضاء ودور رعاية الأحداث، من خلال فرق مكافحة التسول في مكتب اقليم الشمال ،والتي تعمل خلال فترتي الصباح والمساء، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية في شرطة اربد، مشيرا إلى أن الفرق تقوم بجولات على جميع المواقع التي يمكن أن يتواجد فيها متسولون خاصة أمام المساجد والأسواق والمولات، حيث تم تنفيذ 572 حملة ، ألقت القبض على 2206 متسولاً خلال العام 2023 ، ويتم تحويل المتسولين البالغين للقضاء بشكل مباشر، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم ، والمتسولين الاحداث يتم عرضهم على قاضي الأحداث، ويتم خلالها تحديد اذا كان المتسول لديه سند أسري ،يتم تسليمه لأسرته بموجب تعهدات بعدم ممارسة التسول ، اما اذا كان فاقدا للسند الاسري او لديه سند اسري وغير قادر على حمايته وتوفير الرعاية له ومكرر لعملية التسول ، يتم ايداعه في مركزين متخصصين في الأردن لرعاية وتأهيل المتسولين احدهم للاناث في الضليل ، ومركز اخر في مأدبا للمتسولين الذكور.
وشدد أبو طربوش ، على عدم مساعدة المتسولين او الذين يقومون بالبيع على الإشارات الضوئية وخصوصا وأن غالبيتهم غير محتاجين، وإنما أصبحت مهنة للعديد منهم، مؤكدا أن معظم المتسولين الذين تم القبض عليهم تبين أنهم غير محتاجين ويتلقون دخلا من صندوق المعونة الوطنية.
اما راي الشرع بالتسول ، فيحرم الإسلام التسول ويعتبره وسيلة للكسب الحرام ويعتبر الاسلام التسول حسب دائرة الافتاء الاردنية ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) أخرجه الترمذي وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها؛ لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته؛ لما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ).
وعالج الإسلام هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّاللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) رواه البخاري.
كما دعت دائرة الافتاء المواطنين الى عدم التصدق على المتسولين في فتوى اصدرتها وقالت: ‘ لا ينبغي تشجيع المتسولين؛ بالتصدق عليهم.
وحثت الافتاء على نصح المتسولين ووعظهم كي لا يأكلوا اموال الناس بالباطل
وقالت:’ان المتسول يأخذ اموال الناس بغير حق وسيسأل عنها امام الله عز وجل ‘
وتابعت: ‘ان محترف هذه المهنة القبيحة
يأكل اموال الناس بالباطل ويطعم ابناءه سحتا؛ اي مالا حراما حسب نص الفتوى ,ودعت من كان في ضيق وكربة الى مراجعة الجهات المعنية.