خالد خازر الخريشا
للأسف شهر رمضان الكريم يتحول في بلادنا الى شهر للازدحامات المرورية والحوادث والفوظى المجتمعية تبدأ بالازدحامات على المؤسسات والمولات والمخابز وزيادة الاستهلاك وتكديس للمواد الغذائية وجشع التجار وغش المواد الغذائية وغش المكيال وانتشار ( العروض التجارية) التي غابت عنها الجودة والمواصفات والمقاييس مستغلين في ذلك حاجة الناس وجني الارباح في هذا الشهر الفضيل وبالأمس الاول ضبطت مؤسسة الغذاء والدواء بالتعاون والتنسيق المشترك مع الشرطة البيئية الملكية العين الساهرة على الامن الغذائي والدوائي للمواطن كمية قدرت بنحو 17 طن من الالبان والأجبان المغشوشة الغير صالحة للاستهلاك البشري كانت في طريقها للسوق المحلي.
هناك بعض التجار يغالون في الأسعار خلال شهر رمضان ويستغلون حاجة الناس وهناك المحتكرين الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال المحتكر ملعون والجالب مرزوق، لأن الاحتكار من باب الظلم، وقال صلى الله عليه وسلم من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس .
قبل حلول شـهر رمضان الفضيل بأيام قليلة، استنفرت أجهزة الدولة والحكومة وبرزت في الفضائيات والصحف وبقية وسائل الإعلام عناوين لافتة وغريبة؛ الحكومة تسعى لتأمين كافة المستلزمات للشهر الفضيل؛ جمعية حماية المستهلك تسعى لكبح غلاء الأسعار؛ خطة رقابية استعداداً لشهر رمضان.. إعادة بناء الثقة بين أطراف السوق جزء من علاج فوضى الأسعار؛ هذه العناوين وغيرها، ومثلها كثير، تشير إلى عدة أمور، جميعها لا تعكس أن شهر رمضان هو شهر عبادة بل تحول الى شهر استهلاك وأسراف وازمات متعددة ومتنوعة، لماذا يصمم البعض على أزالة البهجة والرحمة من الشهر الفضيل ، ولماذا يصمم البعض على نزع التقوى والصلاة والصوم من هذا الشهر والتخفيف من الإدمان على الطعام والشراب وتحسس شـعور الآخرين من الفقراء وأصحاب العوز والحاجة والمحرومين والمهجرين والجوعى والحقيقة أنّ هذه العناوين، لم تأت من فراغ، فإن تجارب السنوات الماضية تؤكد وجود الجشع عند الكثيرين وتؤكد حصول الغش والغلاء والاحتكار ورفع الاسعار الغير مبرر من قبل بعض التجار والباعة.
ثم نسأل عن مدى الضرر الذي يسببه البائع أو التاجر للصائم/ المواطن من خلال بيعه له مواد غذائية مغشوشة أو منتهية الصلاحية أو أسعارها مضاعفة؛ كيف أن إيمانه وصلاته لم ينهيانه عن غشّ وخداع إخوانه المؤمنين الصائمين، وكيف آذى صيامهم وحرمهم من تأمين مواد كثيرة يحتاجونها، أو تسبب بحصولهم على مواد غذائية مغشوشة يتناولونها في افطاراتهم؟!.. أي إيمان ذاك الذي في قلبه وأي صلاة تلك التي يقوم بها..؟!
إن الكثيرين من الأهالي والفقراء والمساكين صاروا يتهيبون ويعانون قدوم الشهر الفضيل، بسبب الضغوط والمعاناة والحاجة التي يسببها الآخرون لهم في هذا الشهر تحت أشكال ومسميات عدّة.. حتى صار من حقنا أن نسأل، والواقع هكذا، هل شهر رمضان للصوم وحسن الإخوّة والمعاملة الحسنة واللطف بالآخرين وإصلاح النفوس وإخضاعها ومنعها عن الشهوات(مع أنّ هذا يجب أن يكون دائماً وليس في الشهر الفضيل فقط)، أم للجشع والطمع وزيادة الضغائن والأحقاد وجمع الثروات ومراكمتها على حساب الفقراء والمحتاجين..؟!
نعم يا سادة هناك ثقافة مجتمعية يتحملها المستهلكين ومسؤوليتهم بإغراء التجار ودفعهم للاستغلال من خلال الإقبال المتزايد والإفراط في شراء الكثير من الأشياء والتي غالبا قد لا نكون في حاجة إليها كما أن التجار في حد ذاتهم يأثمون لأنهم يعبثون بالمجتمع وأموالهم التي يكتسبونها من استغلال الناس والتي قطعا لا يبارك الله فيها على الإطلاق .