بصحافة التسريبات أو المشاكل أو الكاميرا الخفية
الضامن : شبكة أريج دربت أكثر من (٥) الألف صحفي وصحفية وانتجت قرابة (٩٠٠) تحقيق استقصائي
صدى الشعب – راكان الخريشا
تعتبر الصحافة الاستقصائية، عالم مليء بالتحديات والإنجازات، حيث يتناول الصحفيون قضايا معقدة وخفية عن العامة ويعملون بصبر وتفاني لإلقاء الضوء عليها تمتاز هذه الصحافة بأنها تقوم على التقصي العميق للحقائق، وتحليل وتدقيق البيانات، والبحث وراء الأبواب المغلقة لكشف الفساد والاحتيال، والأمور غير الأخلاقية أو غير القانونية التي قد تُرتكب من قبل أفراد أو مؤسسات، اشتهرت الصحافة الاستقصائية بكشف عدد من الفضائح والقضايا المهمة على مر العصور، وتُعتبر دعامة أساسية للديمقراطية والشفافية في مجتمعاتنا المعاصرة .
وللحديث أكثر عن الصحافة الاستقصائية ومخاطرها وداعمينها كان لصدى الشعب لقاء مع روان الضامن المديرة العامة لشبكة إعلاميون من أجل صحافة عربية استقصائية – أريج، التي قالت إن كلمة الصحافة الاستقصائية لها مفهوم سلبي عند البعض لأنهم يعتقدون أنها “صحافة التسريبات” أو “صحافة المشاكل” أو “صحافة الكاميرا الخفية” وهذه كلها مفاهيم خاطئة الصحافة الاستقصائية أساسية من أجل المساءلة والديمقراطية ومفيدة جداً للمجتمع الصحفي، وهناك عدد ممتاز من الصحفيين والصحفيات الأردنيين القادرين على إنجاز تحقيقات استقصائية دقيقة ومهنية وان الصحافة الاستقصائيّة ليست الأهم، وربما ليست الأخطر، لكنها الأكثر صعوبة، وتحتاج حساباً دقيقاً للمخاطر، ولا يمكن إنجازها بصحفي مستقل، وتحتاج مؤسسة حماية محترفة وراء الصحفي.
وأضافت الضامن ليس هناك دعم للصحافة الاستقصائية لأنها مكلفة في الوقت والجهد والمال، وأيضاً تحتاج إلى حساب دقيق للمخاطر، ومهارات في الأمن الشخصي والرقمي والنفسي والقانوني والمهني، وتدقيق معلومات دقيق ما قبل النشر ومراجعة قانونية وفق كل بلد، لذا فإن مؤسسات إعلامية كثيرة لا تستطيع أن تخصص فريقاً لها، مع ضغوط الأخبار المتتالية، والأمن الرقمي المتخصص والمحترف أساسي في العمل الاستقصائي، خاصة مع التحديات الرقمية الهائلة، فقد أصبحنا نعيش في عالم رقمي بقدر ما نعيش في العالم الحقيقي وإن تحدي الذكاء الاصطناعي وطوفان المعلومات الخاطئة والمضللة أساسي في هذا العصر، إضافة إلى الظروف السياسية والتحديات الاجتماعية والثقافية التي ما زالت تعرقل العمل الاستقصائي المحترف .
وبالحديث عن شبكة أريج قالت الضامن ابتدأت أريج العمل منذ ١٧ عاماً، في ثلاث دول عربية، وتوسعت لتشمل جميع الدول العربية، وقد بدأت أقود أريج قبل خمس سنوات وركزت على أهداف أريج في التمكين والتشبيك والابتكار، لدعم مجتمع الصحافة الاستقصائية العربية وتدقيق المعلومات، وتعمل أريج مع شبكة صحفيين وصحفيات استقصائيين ومدققي معلومات في جميع الدول العربية، ولديها مكتب واحد في العاصمة الأردنية – عمّان .
وبسؤالنا عن ميزانية أريج في دعم الصحافة الاستقصائيّة اوضحت الضامن ان أريج تدعم كل تكاليف إنتاج التحقيقات الاستقصائية لجميع المتدربين معنا، وندعم تقريباً من ٤٠ إلى ٥٠ تحقيق استقصائي في العام تكلفة كل تحقيق تختلف عن الأخرى .
وبخصوص إدخال الصحافة الاستقصائيّة كمادة أساسية بتخصص الصحافة والإعلام في الجامعات أكدت الضامن إن أريج نجحت في إدخال منهج الصحافة الاستقصائية لأكثر من ٧٠ جامعة وكلية على امتداد الوطن العربي، وقدم د. مارك هنتر، من خلال أريج، منهجاً متميزاً في الصحافة الاستقصائية، منذ أكثر من ١٠ سنوات، والآن نعمل على تحديث وتجويد المنهج بما يلائم العصر الحالي .
وفيما يتعلق من استفادة الصحفيين الاستقصائيّين من قانون حق الحصول على المعلومة قالت الضامن نحن في أريج منذ سنوات طويلة نقدم رسائل للحصول على المعلومة، وقد استفدنا أحياناً من هذه المعلومات، لكن الزمن تغير الآن، وأصبحت المصادر المفتوحة وصحافة البيانات أساسية في الحصول على المعلومات والبيانات، بطرق أخرى .
وبخصوص عدد الصحفيين والمحررين التي عملت معهم أريج، وعدد التحقيقات الاستقصائية التي أنتجتها اوضحت الضامن
دربنا على مدى أكثر من ١٧ عاماً أكثر من ٥٠٠٠ صحفي وصحفية، وأنتجنا قرابة ٩٠٠ تحقيق استقصائي إلى الآن، وفزنا خلال السنوات الخمس الماضية بحوالي ٨٠ جائزة وتقديراً دولياً وعربياً وأردنياً ولدينا فريق صغير مكون من حوالي ١٠ محررين يعملون الإشراف على التحقيقات الاستقصائية، يقودهم رئيس التحرير الزميل منير الخطيب .
وحول إنجازات أريج في رفع نسبة الصحافة الاستقصائيّة قالت الضامن الحمد لله، تمكنا من تدريب صحفيين وصحفيات ومدققي معلومات في الوطن العربي باحترافية، ونموذجنا “التدريب من خلال العمل” وإنجاز تحقيقات استقصائية محترفة وترجمت لعدة لغات، يعتبر أثرا طيبا جدا، وبعض هذه التحقيقات غيرت على الأرض وأدت إلى رفع الضرر ومحاسبة المتسبيين بالضرر .
وبكلمتها الاخير قالت الضامن أحيي الصحفيات والصحفيين في قطاع غزة في فلسطين بشكل خاص، لشجاعتهم النادرة في استمرار التغطية الصحفية، ومئات منهم دربناه في أريج، وحاولنا أن ندعم عملهم ما استطعنا، ونآمل أن نسمع عن نهاية النكبة المستمرة في أقرب وقت ممكن وأن نستطيع إنجاز تحقيقات استقصائية تكشف فداحة ما حصل .