محمود الفطافطة
توالت ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة عقب ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة مروعة أطلق عليها “مجرزة الطحين” والتي أسفرت عن ارتقاء العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات شمالي غزة.
وفي الأثناء، عقد مجلس الأمن جلسة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك لمناقشة إصدار الدول الأعضاء بياناً رداً على الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية عند “دوار النابلسي” بمدينة غزة، ورفضت ممثلة أميركا في المجلس النص التفاوضي الذي يتضمن عبارات انتقاد لإسرائيل، فيما لم يصدر أي بيان عقب الجلسة المغلقة.
وتضمن النص، أعرب أعضاء المجلس عن قلقهم إزاء التقارير التي تفيد باستشهاد العشرات واصابات المئات؛ جراء فتح الاحتلال النار على حشد من المدنيين كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية في غزة، وحيث دعا النص إلى تجنب حرمان المدنيين في القطاع من الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي لا غنى عنها من أجل البقاء على قيد الحياة، وبما يتناسب والقانون الإنساني الدولي.
وبخلاف ذلك، أعرب عن خشيته من أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة سيواجهون مستويات مثيرة للقلق من مشاكل الغذاء الحادة، مثلما دعا النص الاحتلال لإبقاء المعابر الحدودية مفتوحة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة وتسهيل فتح معابر إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية على نطاق واسع.
ويأتي ذلك بينما يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، حرباً مدمرة على القطاع خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وعلى الرغم من مثولها أمام العدل، فقد شهد شمال قطاع غزة، تلك الجريمة، بينما تدعي سلطات الاحتلال أنها لم تقصف هؤلاء المدنيين، وأنهم لقوا حتفهم جراء التدافع، إلا أن مسؤولين فلسطينيين وشهود عيان، أكدوا تعرض المدنيين العزل للقصف، وهو ما ظهر جلياً في طبيعة الإصابات التي لحقت بالضحايا والشظايا المستخرجة من أجسادهم.
تلك الجريمة البشعة التي تأتي في اليوم 149 للعدوان الغاشم جراء استهداف جيش الاحتلال بالرصاص الحي الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات تستهدف المدنيين الجياع وبالتالي تفريغ غزة وشمالها من السكان عبر الاستمرار في التجويع واستخدامه كسلاح في الحرب الدامية.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أدانت الاستهداف الوحشي لتجمعٍ الغزيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، واعتبرت ذلك انتهاكاً صارخاً وفاضحاً للقانون الدولي والإنساني في ظل غياب موقف دولي يوقف هذه الحرب والمجزرة الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارٍ بوقف إطلاق النار بشكل فوري لوضع حدٍ لجرائم الحرب المتواصلة التي ترتكب ضد الفلسطينيين في غزة.
وفي الأثناء، ثمنت العديد من الدول مواقف الأردن الثابتة بقيادة جلالة الملك لدعم وإسناد الأشقاء في غزة والتي عبر عنها من خلال الإنزالات الجوية التي قامت بها طائرات القوات المسلحة الأردنية، بتوجيهات وإشراف مباشر من جلالة الملك، لإغاثة أهالي قطاع غزة، مؤكدين الوقوف خلف جلالته في جهوده الرامية لوقف العدوان الوحشي على غزة.