ماجد توبه
يدفع رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى مزيد من التأزيم في المنطقة وخلط جميع الأوراق، والإرتهان الكامل لبن غفير وسموريتش واجندتهما الدينية المتطرفة، حتى لو كان ذلك على حساب العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وهو بذلك يبحث فقط عن الخلاص الشخصي مما يمكن أن يتحمله من مسؤولية وحساب دون الالتفات حتى لمصالح كيانه الغارق بالفشل والجرائم.
فنتنياهو وعصابته يصرون على التهديد باجتياح رفح مع ما يحمله ذلك من تهديد بمجازر وإبادة واسعة بات يحذر منها العالم كله بما فيها الولايات المتحدة، وهو يتهرب من المضي بصفقة الأسرى مضحياً بأرواح أسراه ومتحدياً رأيه العام، والهدف هو إطالة الحرب والهروب للأمام دون تقدير حقيقي للعواقب.
بالتوازي مع ذلك يسعى نتنياهو إلى مزيد من التصعيد مع حزب الله وهو يتمنى الدخول بحرب شاملة معه رغم أن حسابات الواقع تشير إلى أن كيانه سيدفع ثمنا باهظا في اي حرب شاملة مع المقاومة اللبنانية حتى لو الحق اضرارا كبيرة بلبنان، لكنه يريد أيضا الهروب للأمام وتوريط الولايات المتحدة مباشرة بالحرب ولتحترق الدنيا بما فيها كيانه المجرم.
اخر مراحل لعبه بالنار كان استجابته لطلب المجرم الفاشية بن غفير بتقييد الدخول إلى الأقصى بشهر رمضان المبارك، أي حصاره ومنع الفلسطينيين من الصلاة فيه بالقدس شهور المسلمين، ضاربا بعرض الحائط تحذيرات اجهزته الأمنية من عواقب ذلك، ومن تسببه بتفجير الضفة الغربية و بين الفلسطينيين العرب في اراضي 48 المحتلة، ناهيك عن تازيم المواقف لدى الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان.
صدقت صحيفة هارتس الإسرائيلية عندما وصفت قرار نتنياهو بتقييد الدخول للأقصى بأنه “أخطر قرار” وينذر بانفجارات أمنية واسعة تضر الكيان، ولا يجب أن ينسى هذا المجرم النازي ان الأقصى والقدس شكلت دائما فتيل الاشتعال للثوورات والانتفاضات الفلسطينية.
قد يبدو نتنياهو وهو يتخذ مثل هذه القرارات والسياسات الاجرامية واَمعانه بالتازيم واثقا بنفسه وبقوته مستفيدا من حالة الهياج بمجتمعه الذي افقده طوفان الأقصى وهزيمة 7 اكتوبر توازنه وهشم ثقته بالاستقرار والأمن فراح يتخبط وراء شعارات الدم والانتقام، لكن الأمر لن يطول بهذا المجتمع قبل ان يستفيق على الحقيقة.. وان كيانه هش واحتاج لدعم مطلق وعاجل من الولايات المتحدة والغرب لإعادة التماسك له بوجه أقسى الضربات، وأن ما تهشم وتكسر فيه رابطته مع دولته وجيشه لن يجبر ولن يصلح.
نقول قد يبدو نتنياهو واثقا بنفسه وبقوته، لكنه بخلاف ذلك يعكس ازمته العميقة واقتراب ساعة حسابه ومحاولته الهروب للأمام تأجيل ساعة الحقيقة فقط.