كتب _ فايز الشاقلدي
الدماء التي سُفكت على تراب غزة على يد الكيان اللقيط , في كل مرة وكل حرب يريد بها “الاسرائيليون ” استعراض قوتهم ,على شعب أعزل محاصر لا يملك قوتَ يومه شعبٌ مغلوبٌ على أمره , ألا من ولى له , يدافع عنه ويحمي قدسيته ..؟ أطفال وشيوخ ونساء غزة , الذين تنزل عليهم الصواريخ والقذائف كوابل المطر قنابل القتل اليهودية , في كل لحظة تحمل معها الدمار والموت والشتات . الى متى سنبقى بين ذل وعار بين الباطل والحق ؟ الى متى يبقون بين باطلين غدر “اسرائيل وخذلان أمتهم العربية ..؟ .
الغدر والخيانة اليهودية بأبنائنا واخواتننا في فلسطين عموما وغزة خصوصا …, نعيد نحن أنفسنا نفس الموال الباهت المقيت المشروخ من “بوستات وتضامن كاذب عبر صفحات الميديا” كل ذلك يدل على مدى عمق الهزيمة في روح الأمة العربية , احتجاجات كاذبة وكلامية ومطالبات بوقف العدوان الغاشم منذ اليوم ودعوات للتهدئة بين الاطراف ” على أساس أن الطرف الأول معترف به ” وهنا الكارثة , حيث ساوى الوسطاء بين الضحية والجلاَّد، في أبشع معادلة ظلم، عرفها تاريخ البشرية، وحتى تاريخ الحروب .
أمس فجرا ,رفح من جديد، قبلها ب130 يوما غزة , تقف وحيدة في مواجهة آلة القتل الصهيوني، وهي عارية الصدر مكشوفة الظهر، إلا من قدر ربها، الذي ابتلاها، بأن تكون دائماً، في عين الاستهداف الصهيوني، ولتكون البؤرة، التي ينفِّس اليهود حقدهم، على هذه الأمة من خلالها .
هذا الدم الحار، الذي يسفك على تراب غزة، سينتصب غداً، بين يدي الله تعالى، عامود نار، ليصل الأرض بالسماء، ويشكو إلى ربه، ظلم القريب والبعيد، وليشهد على دهر هزيمة، لا بد أن ينتهي، وإن طال، نسجت بأيامه، خيوط مؤامرة باتت مكشوفة وتخاذل عربي بات ملموسا .
هذه الدماء التي تراق في شوارع غزة كل يوم ، وفي كل مرة، تحت وطأة الهمجية الإسرائيلية وتخاذل الأمة، تتحول دائماً، إلى قوة دفع جبارة، في مواصلة الملحمة ومسيرة النضال للشعب الفلسطيني ، بأحرف من نور، يقول تعالى «إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا».. الآية؛ ففي كل مرة يظن اليهود أنهم استطاعوا أن يطحنوا غزة ويسجلون الانتصارات ، ويدخلوها في ظلمات القتل والدمار والرعب، تشرق شمس الله، في قلوب أبنائها، فيتمردون على الواقع المرير ويثبتون ثبات الجبال .
في غزة، تنهزم كل مؤامرات العالم المتآمر، وتنكشف أحقاده، وما يراق من دم، في الأزقة والطرقات والبيوت هناك، هو ممارسة لاغتيال إرادة الأمة، في الحياة والإيمان .
فلسطين ..غزة..رفح .. خان يونس .. هذا كل ما نملك، أحرف عاجزة، وحناجر مبحوحة، فماذا يساوي الحبر، بجانب الدم، وهل يساوي غضبنا العاجز، الذي لا يتجاوز فضاء أصواتنا، معاناتكم في قتل الولد بين يدي أمه وأبيه وأخته وأخيه، وذبح الأب أمام أطفاله، وبقر بطن الأم، أمام صغارها، وماذا يساوي تعبير خجول لقلم، أمام مأساة التدمير والتشريد، لكن نعلنها بصراحة، هذا كل ما نملك يا غزة، فلا حرج، على عاجزين!!!!.