محمود الفطافطة
تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي ارتكاب المجازر الشرسة وسفك دماء الأطفال والمدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وانتهاك حقوق الأطفال الغزيين بشكل خطير ونادر لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث، بينما تتوالى التحذيرات الأممية المجازر البشعة، ومنها أن أكثر من 10 أطفال في المتوسط يفقد إحدى ساقيهم، أو كلتيهما يوميًا في غزة منذ بداية الحرب، وأن أكثر من 17000 طفل أصبحوا منفصلين عن والديهم، مع الحاجة الملحة لكل الأطفال في غزة والبالغ تعدادهم 1.2 مليوناً، لمساعدة الصحة النفسية، والدعم النفسي، والاجتماعي، والاهتمام بهم والعمل من جانب المجتمع الدولي .
وتضمنت التحذيرات الأممية، أنه لا يوجد طفل في غزة خالٍ من الخوف والجوع، حيث فقد الأطفال في القطاع طفولتهم، وأصيبوا بصدمة نفسية، وسيعيشون معها إلى الأبد مع تأثيرها على صحتهم العقلية، مثلما تشير التقديرات إلى دفن أكثر من 7 آلاف شخص تحت الركام والأنقاض، بينهم العدد الكبير من الأطفال، ما يرفع العدد الإجمالي للضحايا إلى أكثر من 100 ألف شخص ، كما يواجه الأطفال الاعتقالات التعسفية، وأعمال القتل والتعذيب من جانب قوات الاحتلال والمستعمرين .
وتواصل سلطات الاحتلال ورغم جرائمها البشعة والمتواصلة بحق الابرياء من أبناء الشعب الفلسطيني والتي تقشعر منها الأبدان، اعتبار نفسها فوق القانون وخارجة عن إطار المحاسبة الدولية لا سيما في اعتقال الفلسطينيين وتعذيبهم وممارسة الانتهاكات ضدهم متجاوزة في ذلك كافة القوانين الدولية والحقوقية، بالإضافة إلى السياسة التي تنتهجها ضد الفلسطيين الأطفال منهم، والتي تعتبر الأشرس والأبشع على المستوى العالمي، رغم أن جميع أطفال العالم يتمتعون بحقوقهم التي نصت عليها القوانين الدولية، كونهم غير مؤهلين جسديا وفكريا للدفاع عن حقوقهم التي كفلتها القوانين، بينما تنفذ قوات الاحتلال حملات اعتقالات واسعة بين الأطفال الفلسطنيين، وشهد العام الجاري تصاعداً غير مسبوق بحق الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم، وتحديدا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في7 أكتوبر الماضي، حيث قتلت قوات الاحتلال خلال شهر من حربها على قطاع غزة الفقير والمحاصر من الأطفال، ما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعا مسلحا حول العالم خلال سنوات .
ورغم التحذيرات الأممية، وقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي التابعة للأمم المتحدة والتي يجب تنفيذها لحماية الشعب الفلسطيني تواصل قوات الاحتلال ارتكاب جرائم الإبادة والفظائع وسفك دماء المدنين العزل في غزة وبلا هوادة، رغم أن التدابير المؤقتة التي فرضتها المحكمة الدولية..وعليه يبقى السبيل الوحيد لإنهاء العنف وتحقيق السلام المستدام، هو إنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .
وستبقى حرب الإبادة الجماعية التي يشهدها المدنيون في غزة وصمة عار على جين الإنسانية والبشرية، وعلى جبين كل الدول التي كانت تشاهد هذه الجرائم دون أن تحرك ساكناً، ودون أن توقف حرب الإبادة .