الدكتور هاشم الفاخوري
تفرز الغدة الكظرية هرمون الكورتيزول في الجسم، ويعرف أيضاً بالهرمون الستيرويدي وهرمون الإجهاد ويلعب
الكورتيزول دورًا مهًما في تنظيم الاستجابات للقلق والتوتر والضغوط النفسية والبيئية، كما يتم زيادة إفراز الكورتيزول بشكل
طبيعي خلال فترات التوتر والحالات التي تتطلب استجابة سريعة، مثل مواجهة خطر محتمل .
زيادة مستويات الكورتيزول تؤثر على الصحة النفسية بطرق متعددة، ومنها التأثير على الصحة العقلية، كما ويمكن أن تؤدي زيادة الكورتيزول إلى تغييرات في توازن العقلية، مما يزيد من احتمالات ظهور، القلق والاكتئاب، والتأثير على النوم، وزيادة الكورتيزول يمكن أن تؤثر على نوعية النوم وقدرة الشخص على الإسترخاء، مما يزيد من خطر ظهور اضطرابات النوم والتعب النفسي.
ويمكن أن يؤدي زيادة مستويات الكورتيزول إلى التأثير على النظام المناعي، وكذلك يؤدي زيادة مستويات الكورتيزول تقوض نشاط الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أقل قدرة على مكافحة الالتهابات والأمراض وقد يؤدي إلى تفاقم الأمراض النفسية .
بشكل عام، يمكن القول، أن زيادة مستويات الكورتيزول قد تشكل عامل خطر لظهور اضطرابات القلق والاكتئاب، حيث يؤثر على العديد من الجوانب البيولوجية والنفسية في الجسم، وقد يرافق زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم إلى زيادة الوزن والترهل وظهور البثور والجلد الرقيق، كما قد يؤدي إلى زيادة في نمو الشعر أو تساقطه وتأثيرات على ضغط الدم والأعصاب والعضالات، وإن تفهم هذا التأثير المحتمل يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات للتعامل مع التوتر والحفاظ على الصحة النفسية .
إن التحكم بهرمون الكورتيزول في الدم يمكن أن يكون مهماً للحفاظ على صحة الجسم والصحة النفسية، من خلال ممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء من خلال جلسات قصيرة من التأمل يوميًا يمكن أن تكون مفيدة، كما أن تحسين نوعية النوم وتنظيم نمط الحياة وتناول وجبات متوازنة وصحية بانتظام وتجنب اإلفراط في تناول الكافيين والسكر فضلا عن تجنب التدخين والكحوليات .
يمكن فحص وتقييم وظائف الغدة الكظرية من خلال اختبار الكورتيزول في الصباح الباكر Test( Cortisol )AM، حيث
يتم قياس مستوى الكورتيزول في الدم في الصباح الباكر وهناك أيضا اختبار آخر يُعرف بـاختبار تثبيط الديكساميثازون
Test( Suppression )Dexamethasone، والذي يستخدم لتقييم وظيفة الغدة الكظرية واكتشاف اضطرابات مثل
فرط الكورتيزول.
إن مضادات االكتئاب ومحسنات المزاج، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين )SSRI(، قد تؤثر على إفراز الكورتيزول في الجسم بطرق متعددة ومعقدة. تأثير هذه األدوية يمكن أن يتفاوت من شخص آلخر ويعتمد على النوع الدقيق للدواء والجرعة واستجابة الجسم الفردية.