خالد خازر الخريشا
لا يوجد أجمل من كلمات الشاعر محمود درويش نهديها الى العالم الغربي والعربي المتخاذل مع ما ارتكبه الصهاينة وما زالوا من مجازر ومذابح وحرب ابادة جماعية مع اهل غزة هناك الذين التزموا بالصمت مع مناظر شلالات الدم التي ارتوت بها ارض غزة من دماء الشهداء والأبرياء حتى من النساء والأطفال الرضع والشيوخ الرتع وهناك تواطؤ من العالم الذي يدعي التحضر وهناك دكاكين تبيع الوهم بما يسمى حقوق المرأة والاطفال وهناك مولات تبيع الكذب والدجل بما يسمى بضاعة حقوق الانسان الى كل هؤلاء لم نجد في جعبتنا إلا قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش نظمها عندما غزا الجيش الإسرائيلي لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي وطرْد منظمة التحرير الفلسطينية وجيش تحرير فلسطين من لبنان، وكيف تنبأ بتطبيع أنظمة عربية مع العدو الصهيوني ونفس المواقف تحدث في غزة رغم بعد المسافة الزمنية .
يعبر الشاعر درويش عن صمود الفلسطينيين أمام التحديات التي شملت حتى بعض العرب والمسلمين الذين تنكروا للقضية الفلسطينية ، فيخاطب الفلسطيني قائلا
حاصر حصارك … لا مفــرُّ سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك .. لا مقرُّ وسقطتُ قربك، فالتقطني
واضرب عدوك بي… فأنت الآن حرُّ حرٌّ…….. وحرُّ
ويعبر عن انحراف بعض العرب الذين صاروا عملاء للغرب الذي سماه الروم على حساب المبادئ العربية الإسلامية التي تعتبر القضية الفلسطينية جوهرها فيقول :
سقط القناع
عربٌ أطاعوا رومهم
عربٌ وباعوا روحهم
عربٌ … وضاعوا
المشهد يتكرر في غزة ويؤكد أن الفلسطيني صار وحده في الميدان متخلين بعض العرب عنه وعن قضيته ، لكن سيبقى يدافع عن فلسطين المحتلة التي يرمز لها بشجرة الزيتون، فيقول :
وعليك أن تحيــــا وأن تحيــــــا
وأن تعطي مقابل حبـّة الزيتون جلدك
كم كنت وحــــــــدك
لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما
في ما تبقى من دم ٍ فينا
لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه واليتامى
يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة
يرى الشاعر أن خلاص الفلسطيني في أن يبعد قضيته عن استغلال بعض المتاجرين بالقضية الفلسطينية، الذين رموا أهلها في بئر وقالوا لك لا تسلِّم، فيقول :
فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما
واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ
حتى لا يعلقها وساما
واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما
كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا
وتقاسموك وأنكروك وخبـّأوك وأنشأوا ليديك جيشا
حطـّوك في جحرٍ .. وقالوا : لا تســلـّم
ورموك في بئــر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم
ثم يؤكد على أن الفلسطينيين سيدمرون الهيكل أي المحتل الإسرائيلي رغم حصارهم وتجويعهم وتخلي الإخوة العرب عنهم ، ثم يأمر الفلسطيني بأمر رائع فيقول له :
حاصر حصارك
ســــندمر الهيـــكل …. ســــندمر الهيـــكل
أشــلاؤنا أســماؤنا . لا … لا مفـر ُّ
ســــقط القناع عن القناع عن القناع
ســـقط القنـاع
لا إخـوة ٌ لك يا أخي ، لا أصدقاء ُ يا صديقي ، لاقــلاع
لا الماء عنـدك َ ، لا الدواء ولا الســماء ولا الدمــاء ُ ولا الشـــراع
ولا الأمـــام ولا الــــوراء
حاصـــــــــــر حصارك َ ….. لا مفـر ُّ