اربد – صدى الشعب – عرين مشاعلة .
أكد مدير أوقاف إربد الثانية الدكتور عبدالسلام نصير على أن أسبوع الوئام بين الأديان له خصوصية في الأردن ، وتخصيص هذا الأسبوع كان بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني ، وتبنه الجمعية العامة للامم المتحدة وذلك لسمو الفكرة وضرورتها لتحقيق العيش الكريم للبشرية أجمع .
وان جلالة الملك وهو يقدم هذا الاقتراح للعالم انما يستحضر ان المملكة الأردنية الهاشمية وهي تحمل بأمانة عالية راية الثورة العربية الكبرى ورسالة النهضة العربية جاءت تحمل هذه الرسالة .
واضاف ابو نصير خلال احتفال نظمته مديرية أوقاف إربد الثانية بمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الاديان في غرفة تجارة إربد وبحضور مساعد محافظ اربد الدكتور علي الحوامدة،على ان المسيحي والمسلم اليوم و بعد مئة عام يعيش واقعا فعليا في الأردن بتأخي الدم والأنتماء للوطن ولا يسمح لأي طرف منهم التعدي على حقوق الأخر أو الأنتقاص من مواطنته.
كما استذكر ابو نصير في كلمته جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال ، على أنه ذكر في خطابه للأمة والعالم بالعهدة العمرية ، وهي التي تذكر بالحق والمسؤولية الهاشمية في الوصاية على المقدسات في القدس الشريف ،والتي تحمل محل إجماع إسلامي مسيحي وتذكر بالمبادئ الإسلامية لقيمة الوئام بين الديانات الذين يشتركون في المواطنه في بناء الأوطان وحياتها.
وان قضية الوئام بين الأديان تبني في الثقافة الأردنية مبادئ الإسلام نفسه ،وتتجاوز حدود المجاملة الإجتماعية او المظاهر الإحتفالية وتقيم العيش المشترك على أسس واضحة من القواعد الثابنة التي تشكل منظومة من الحقوق والواجبات التي يعد الإلتزام بها التزاما بالدين نفسه .ولذلك فان الإسلام كان سباقا في تقرير مفهوم المواطنة القائمة على الحفاظ على الحقوق والإشتراك في أداء الواجبات مع طيب التعامل بين مكونات المجتمع دون إعتداء على خصوصية اي منها، كما ان العدالة والرحمة هما أساس فكرة الوئام بين اتباع الديانات ، وقيمتان اسلاميتان اصيلتان بين أفراد المجتمعات جمعاء ،وقد تضافرت النصوص على تقريرهما وتحقيقيها والحفاظ عليهما ، خاصة ان الناظر في واقعنا في الأردن يرى أن هذه القيم التي ورثها الهاشميون من بين النبوة وحملوها الى شعوب العالم ظلت هي الطابع الذي تحلت به علاقة الهاشمين بأهلهم في الأردن ، والسمة التي تتصف بها علاقة الأردنيين مع بعضهم ، واليوم نحمل هذه الرسالة للعالم رسالة عدالة ورحمة ومودة نفتخر بها .
وقال راعي كنيسة جاورجيوس للروم الأرثوذكس الأب نزار حداد:” نلتقى اليوم ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للوئام للتعايش بين الأديان لنعكس صورة مشرقة ومشرفة عن وطننا في ظل قيادة حكيمة مستظلين في قيادتهم بالأمن والأمان لافرق بين أبنائه من كافة المنابت “.
واضاف ان الأردنيون ومنذ تأسيس الدولة يعيشون بنفس الظروف والصعوبات ، ويواجهون نفس التحديات ،حيث تسود الأخوة والمحبة وحسن الجوار ، والعلاقة التي تجمع المسلمين بالمسيحين فريدة ومتميزة وقوية بل هي تشابه العلاقات الأسرية الحقيقة في المدينة والقرية ، وفي الاردن تتعانق المساجد والكنائس ، وفي اربد تكاد تكون الكنيسة والمسجد كالوقف الواحد لا يفصلهما عن بعضهما البعض سوى بعض الأمتار ،ويؤدي الجميع شعائرهم وطقوسهم الدينية بسلام وطمأنينية في أجواء تعمها المودة والأخوة والتسامح.
كما ان الأردن تميز بالتسامح بين أبناء الديانات السماوية المختلفة ، واوجد بيئة وفضاء واسع يقبل أنواع الأختلاف بين المذاهب والأفكار وكل التيارات ، وينفرد بصفة العيش الإنموذج مما اسهم في إيجاد بيئة إجتماعية وثقافية متمازجة ومتميزة، سيما ان المسيحون في هذا المشرق المتألم هو مكون أصيل في الأردن والمنطقة والعالم العربي ،وهم ليس من مخلفات الحروب الصليبية ، وكان لهم النصيب الأكبر من الضرر والإضطهاد بسب حملاتهم البشعة على البلاد المقدسة ، والشواهد كثيرة بأن المسيحيين هم شركاء في التاريخ والأرض وتجتمع الأصالة والتعددية في مكان وأحد ، وهذا الإمتزاج بالعلاقة النموذجية التاريخية يعد إرثا حضاريا اردنيا هاشميا، يتطلب منا جميعا أن نقدمه للعالم أجمع كدليل واضح على أصول هذه العلاقة التشاركية الأخوية ، خاصة ان تراث الأردن يزخر بالقصص والروايات الإنسانية التي تشير بوضوح الى العيش المشترك المحب الفاعل ، ويؤكد على عبقرية العلاقة الحضارية التي تشكل رافدا اساسيا للوحدة الوطنية وتنعكس بالخير على مكونات مجتمعنا وإزدهار وأمنه واستقراره .
وقال الدكتور محمد ربابعة من جامعة اليرموك في كلمته، إن الوئام بين الأديان ورثناه عن الآباء والأجداد، وتاريخنا الاسلامي يشهد لذلك، ونحن نسعد حين نرى الوئام يتحقق بأعلى درجاته بين أفراد المجتمع، مؤكداَ أن الوعي الجمعي لمجتمعاتنا ينعكس على صورة وئام وانسجام طالما افتخرنا به
مؤكدا أن المتابع للمبادرات الملكية كرسالة عمان وكلمة سواء، يعلم مدى التعايش والتآلف الذي نعيشه في أردن الخير.
وأكد الربابعة على عمق العلاقات بين أبناء الوطن التي حض عليها الإسلام، لا سيما وأن علاقة المسلم مع غيره قائمة على الود والتسامح، وأن حرية العبادة في الأردن، واقع نعايشه يومياً فهناك حرية في بناء المساجد والكنائس، مؤكدا أن مبادرات الأردن بقيادة جلالة الملك للوئام بين الأديان أصبحت معروفة على مستوى العالم أجمع.
وخلال الاحتفال، عُرض فيديو قصير تضمن مقتطفات من كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل العامة العالمية توضح فيها قيمة التعايش والوئام، وشرح معاني الإسلام.