حازم الخالدي
الصهيونية تعمل على تشويه الحقائق وتزييفها ، والمشكلة أن العالم الغربي المتحيز ، لا يتحقق من المعلومات ، وتبدو بالنسبة اليه مسلمات ؛ فبعد أكثر من ١٢٠ يوماً على العدوان الاسرائيلي على غزة تتجه البوصلة الصهيونية نحو الاونروا ، بعد الاكاذيب التي رددها الكيان المحتل حول قيام حركة (حماس) بقتل الأطفال اليهود وقطع رؤوسهم ومن ثم استخدام المقاومة للمستشفيات كمراكز للقيادة في هذه الحرب، و استخدام المدارس لتكون أماكن للتنقل والتمويه وكذلك الإدعاء أن سرقة (حماس)سرقت المساعدات الطبية والدوائية التي تدخل على القطاع، وكل هذه الادعاءات ثبت تزييفها وكذبها واتضح ذلك أمام كل دول العالم .
الآن تريد” إسرائيل ” تشويه صورة وكالة غوث اللاجئين للفلسطينيين (الأونروا) ، لحرمان الشعب الفلسطيني من المساعدات الانسانية ومواد الاغاثة التي بقيت هذه الإمدادات عنصرًا مهما يعتاش منها اللاجىء الفلسطيني في مخيمات اللجوء في الضفة والقطاع والدول المجاورة لفلسطين ، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية ومحو أي أثر لها ، وقد سمعنا عن الخلافات التي دارت بين أعضاء حكومة الاحتلال لابعاد الفلسطينيين عن وطنهم لأي مكان في العالم ولو في البحار ، إلى جانب تلك الجرائم والمجازر التي ترتكب يومياً لإبادة الشعب الفلسطيني والحصار المفروض من جميع المعابر حول غزة لتكون منطقة أمنة “للإسرائيليين “فيما أصحاب الارض يكون مصيرهم الزوال .
لقد تكشفت اللعبة الصهيونية لنزع الرئة التي يتنفس منها الفلسطيني بحيث تتقطع إمدادات الغذاء للجسد وتركه في عداد الموتى ، ولذلك لم يجدوا طريقة بعد كل هذه المحاولات العدوانية والممارسات البشعة إلا التخلص من الأونروا التي بقيت منذ النكبة الاولى عام ١٩٤٨ ولغاية الآن يعتاش منها الشعب الفلسطيني ، وقد اعترف
ضباط إسرائيليين أخيرا أنهم يخشون من أن تكون ممارسات تشويه (الاونروا) قبل ايجاد بديل لها بنتائج سلبية.
ستبقى الأونروا مادامت القضية الفلسطينية دون أي حل ..وستبقى مخيمات اللجوء الحضن الدافئ للفلسطينيين في كل الدول، و للمقاومة لانتزاع حقهم المشروع وإقامة وطنهم على تراب بلدهم ..وستبقى الأونروا رمزاً للفلسطيني ما دام أحرار العالم يقفون إلى جانب الحق الفلسطيني.