حازم الخالدي
بعد أكثر من 115 يوما من العدوان الإٍسرائيلي على غزة، لم تبادر أي دولة عربية ولا حتى أي دولة في العالم لتقديم مبادرة لوقف هذه الحرب التي وصلت إلى مرحلة من القتل والاعدامات والإبادة الجماعية.
لا أحد يعرف السبب الذي يجعل كل هذه الدول تقف عاجزة عن وقف القتال، رغم أن الجميع يدرك القوة المفرطة التي تستخدمها ” إسرائيل” في هذه الحرب، والمعاناة التي سببتها للشعب الفلسطيني ، والمراحل التي وصلت إليها هذه الحرب من الجوع والتشرد والنزوح بين أبناء الشعب الفلسطيني، والظروف المعيشية الصعبة في ظل تساقط البرد القارس الأمطار والسيول التي دخلت الى خيم النازحين..
رغم أن المشهد في غزة مؤلم جدا لكن الكيان العنصري المحتل بكل شراسته، واستخدامه لأكبر قوة عسكرية برية، لم يستطع إحتواء الشعب الفلسطيني في غزة ليقف معه وينقلب على (حماس)، ولم يستطع أيضا إضعاف المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها التي ما زالت تقاتل وتدافع عن غزة بكل قوة وشجاعة .
يبدو أنه أصبح من الصعب إنهاء الحرب في غزة، بعد أن تنكر العالم والمؤسسات الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني ، ولم نعد نسمع عن أي خيارات لاقناع رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بوقف هذا الاجرام الذي يقوم به في غزة، فلا أحد يستطيع أن يقف في وجه حتى قادة بعض الدول الغربية الذين يقفون معه – وإن كانوا يتظاهرون أنهم يعملون على إيجاد حل للحرب في غزة- هؤلاء لم يرفعوا صوتهم لايقاف المجازر المستمرة على غزة، أو أنهم يشاركون نتنياهو في الأهداف التي وضعها بالقضاء على( حماس )، وإعادة الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
كل طرف يريد إنهاء الحرب، ” إسرائيل” تريد إنهاء (حماس)، وشل قدراتها والقضاء على قيادتها، ولا تريد لها نصرا، وفي هذه الفترة العصيبة أيضا ( حماس) ، تريد وقف إطلاق النار بسبب الدمار الذي لحق بغزة والكارثة الانسانية التي لحقت بالمدنيين، ولا تريد المزيد من الخسائر بينهم، مع أن المقاومة ما زالت تقاتل جيش الاحتلال وتعمل على ايقاع الخسائر المتوالية في صفوفه.
إن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن سقوط ” إسرائيل” في هذه الحرب هو سقوط للغرب الذي يدعمها، فإذا وقفت الحرب دون تحقيق أي انتصار لاسرائيل فهذا يعني هزيمة للغرب، الذي يريد أن يظهر قوته أمام العرب في المنطقة، ويدفع العرب للوقوف على الحياد.