محمود الفطافطة
تجاوز ارهاب الاحتلال الصهيوني كل الحدود، كيف لا وأساسه قام على الإرهاب والعصابات كانت اليد التي يتطاول بها للاستيلاء على الأراضي ويسفك دماء الفلسطينيين ويرتكب الجرائم بحقهم وتشريدهم واستباحة حقوقهم، متجاوزًا كل القوانين الدولية والانسانية وبالدعم الغربي اللامتناهي.
عدوان سافر وقتل وتشريد وسفك للدماء والتطهير العرقي للأرض يتجسد واقعيًا وجريمة ضد الإنسانية وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن من يستطيع أن يوقف جنون العدو وكل استغاثة يطلقها ضحايا العدوان الغاشم، بأصحاب الضمائر الحية في العالم وللمجتمع الدولي بما فيه العربي ومنظمات حقوق الإنسان تبقى تراوح مكانها.
وتتصاعد فور كل عدوان على غزة وتيرة البحث تحت أنقاض المباني المهدمة عن شهيد أو جريح، وبأجساد تعبة أعيتها وأدمتها شظايا الاحتلال العمياء الذي ما انفك يسقطها تحت سماء القطاع والتي لا تميز بين طفل أوامرأة أو شجر أو حجر تتعالى أصوات الثكالى والمكلومين المتهدجة بالحزن والآسى، فالجثث تملأ الشوارع ولكن الغزيين يعلنون الشموخ ويحتسبون الشهداء أحياء عند الله.
طال صلف الاحتلال وجنونه وجوره وهجماته البربرية والوحشية إسكات صوت فرسان الحقيقة، وطالت جرائمة الصحفيين الذين يسعون لإيصال الحقيقة للعالم والكشف عن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطينيين، ويبقى يدفع الصحفيون ثمنًا باهظا يودي بحياتهم ويُفقدهم أهاليهم في غزة.
اصنف الكيان الغاصب، بأنه من أخطر الدول على حياة الصحفيين والكثيرون فقدوا حياتهم ثمنًا لمهنتهم الجليلة ولا يزالون ولكن يبقى الاحتلال دون عقاب، رغم أن الكيان المحتل صنف بأنه الأخطر على حياة الصحفيين ووصفت المنظمات الدولية في تقاريرها حول الانتهاكات التي تلحق بمهنة الصحافة في مختلف أنحاء العالم وفي قطاع غزة ، بما في ذلك عمليات الاغتيال والسجن والاختفاء بأن غزة باتت مقبرة الصحفيين، حيث يتعمد الكيان المحتل خنق مهنة فرسان الحقيقة وقتلهم، وممارسة مختلف الطرق لإعاقتهم في الميدان، فضلا عن التهجير والحصار ومنع الصحفيين الأجانب من الدخول إلى قطاع غزة وقطع الإنترنت عنهم ، ناهيك عن رسائل التهديدات التي تصلهم .
نعم أخطر واكثر ما يهدد حياة الصحفيين في العالم هو الكيان الاسرائيلي المحتل ، فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد الكثيرون من فرسان الحقيقة حياتهم أثناء قيامهم بعملهم وبات حرب الاحتلال على غزة من اكثر الحروب المميتة للصحفيين، ناهيك عن الاضطهاد الذي يواجهه الصحفيون والضغوطات التي يتعرضون لها، حيث يعتقل الكثير منهم وفقد الكثيرون منهم
وكله في سبيل إرهاب الصحفيين ليغادروا قطاع غزة أو لدفعهم تجنّب السفر إليه لتغطية الأحداث والإبادة الجماعية التي يرتكبها المحتل بحق الأبرياء العزل وجلهم من الأطفال والنساء.. ولكن المحتل يبقى دون حساب أو عقاب.. ويبقى الكيان الصهيوني يصطدم بإصرار وصمود أسطوري للغزيين وهذا الصمود ينسحب على فرسان الحقيقة الذين يصرون على مواصلة أداء أمانة مهنة الصحافة الجليلة والعظيمية رغم ما يدفعون من تضحيات .