محمود الفطافطة
الأردن صوت الحق ويعمل بقوة وبصوت عال ولا يتحدث بلهجتين ومواقفه صلبة وثابتة تجاه القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في نيل حريته ودولته المستقلة ووقف العدوان الصهيوني الغاشم على غزة الذي يتواصل وأودى بحياة الآلاف من الشهداء وآلاف الجرحى والدمار الهائل الذي طال كل الحياة تحت سماء غزة وسط صمت دولي فاضح وازدواجية المعايير إزاء الفظائع والمجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ويظل وصمة عار على جبين الإنسانية ومن شأنه تقويض الثقة بالنظام الدولي ومنظماته .
تطورات الأوضاع الكارثية في غزة ومنذ السابع من أكتوبر جسدت حقيقة، أن الكيان الصهيوني يستغل ما حصل في حربه على القطع لتحقيق أهدافه الإجرامية وسياسته الدنيئة، وجرائم الإبادة التي تفوق التصور، وتضمنت انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، ولكن الأحداث الراهنة والصمود الأسطوري للغزيين أثبت بأن أية محاولات للالتفاف على التسوية العادلة، سواء بحلول جزئية أو مناورات سياسية، لا ترمي إلا للمماطلة وكسب الوقت، وأن استخدام القبضة الحديدية للتخلص من الشعب الفلسطيني مصيره الفشل.
الأردن لا يتحدث بلهجتين ويؤكد بإستمرار ومنذ اليوم الأوّل لأحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من العدوان الغاشم بمطالبته بوقف هجمة الاحتلال البربرية على غزة، والأهداف التي تريد تحقيقها بتفريغ القطاع من سكانه، ويؤكد بأن القضية الفلسطينية، مفتاح السلام والاستقرار بالمنطقة، ويواصل بذل كل الجهود للفت أنظار العالم لما يعانيه الفلسطينيون من أوضاعٍ كارثية تتنافى وقيم العدالة وحقوق الإنسان .
ويؤكد الأردن ثباته ومواصلة جهوده لحث المجتمع الدولي ودول العالم على إبقاء القضية الفلسطينية على سلم الأولويات، خصوصًا في ظل تعدد الأزمات العالمية وتأثيراتها السياسية والاقتصادية، والدعوة لتكثيف الجهود لمنع التصعيد ودعم إجراءات بناء الثقة لمساندة الأشقاء الفلسطينيين ومنع أية انتهاكات تقوض فرص تحقيق السلام .
الموقف الأردني يبقى واضحًا وجليًا وعنوانه بأن المنطقة لن تنعم بالسلام ما لم ينته الاحتلال الغاشم ويحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، وبمقدمتها حقه بتقرير المصير وقيام دولته المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى أساس حل الدولتين، لتعيش المنقطة بأمن وسلام .
كما ويؤكد، أن القدس مركز وحدتنا، وأن تقويض الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها سيؤدي لمزيد من التأزيم والعنف والتطرف والتأكيد كذلك بأنه وانطلاقًا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيبقى الأردن وبكل ثبات وبالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ملتزم بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وحماية ورعاية هذه الأماكن المقدس، كما ويعد مرافعات إلى محكمة العدل الدولية بشأن قضية انتهاك إسرائيل اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومرافعة شاملة حول ما يجري في القدس من محاولات لخرق الوضع التاريخي والقانوني القائم.