محمود الفطافطة
تسارعت ردود الفعل العربية والدولية الداعمة للدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهالي بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، والتي تتعلق حيثياتها بانتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والمعاقبة عليها، فيما يتعلق بالفلسطينيين في قطاع غزة
وتعتبر هذه القضية التي بدأت أولى جلساتها الخميس الماضي على درجة عالية من الأهمية لجهة مستقبل القانون الدولي مقارنة بأي قضية أخرى، حيث لا يقتصر دور محكمة العدل الدولية على تفسير اتفاقية منع الإبادة بل يمتد إلى الحرص على تطبيقها، بينما علقت جنوب أفريقيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في ترين الثاني الماضي احتجاجًا على هجمات قوات الاحتلال على قطاع غزة، زسبق ذلك استدعاؤها سفير تل أبيب لديها للتشاور بشأن الهجمات والمجازر الشرسة بحق الفلسطينيين في غزة.
وتسود المشهد حالة من الضبابية مع عدم رفع أي دولة عربية الدعوى ضد إسرائيل أمام العدل الدولية ويرى خبراء، أنها تعود للضغوطات التي تمارسها أميركا، ولكن تتجسد إيجابيات لرفع جنوب أفريقيا الدعوى، وهي دولة غير عربية، والذي يظهر بأن القضية ليست مجرد طرف عربي ضد إسرائيلي، ولكنها دولة عاشت تجربة طويلة وشاقة من المقاومة ضد الفصل العنصري، وهي بذلك تدرك تمامًا معنى أن يعيش الشعب الفلسطيني في غزة تحت نظام فصل عنصري.
وتطالب جنوب أفريقيا إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية بقطاع غزة، مقدمة مجموعة من المؤشرات بشأن هذه العمليات وأنها ترقى للإبادة الجماعية، وانها تكثف جرائمها ضد الفلسطينيين منذ العام 1948، وتخضع الفلسطينيين لأبشع نظام فصل عنصري، بينما فشل المجتمع الدولي بمنع جرائم الإبادة، وارتفعت حصيلة العدوان المتواصل لليوم 100 الذي يشنه الكيان المحتل على غزة لأكثر من 23708 شهداء، بينما لا يزال العدد الهائل من الضحايا تحت الركام.
وكان رئيس فريق المحامين في جنوب أفريقيا، أكد بأن إسرائيل أخفقت في الرد على البراهين التي تقدمت بها بلاده للعدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين بغزة، مستدركًا بأن الأمم المتحدة اعترفت بأنها لا تستطيع تقديم المساعدات الإنسانية جراء الانتهاكات والقصف المتواصل على القطاع، بينما زعم المستشار القانوني الإسرائيلي بأن الحرب على غزة، أعمال للدفاع عن النفس، وأن جنوب أفريقيا قدمت قصة مشوهة عندما اتهمت إسرائيل، والأنكى أنه يدعي بأن كانت هناك أعمال إبادة، فقد ارتكبت ضد إسرائيل..ولكن إسرائيل تجد نفسها ولأول مرة في تاريخها بقفص الاتهام.
وكان جلالة الملك حذر ومن على المنابر الدولية وخلال اللقاءات السياسية مع قادة الدول الكبرى، من تبعات إمعان إسرائيل بإرتكاب جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين وانتهاكها للقانون الدولي وتحديها لإرادة المجتمع الدولي دون رادع، والذي أدى لتفجر الأوضاع وخسارة آلاف الضحايا الأبرياء، وكانت النتيجة التي حذر منها جلالته.