نيڨين العياصرة
كطفلة صغيرة تبكي وتعلم ما يؤلمها ولا تستطيع الحديث، هي أرواحنا المنهكة الصغيرة التي نغذيها بما يرهقها لنعيش كجثث تعيش تحت الارض ولكنها تتنفس هواء السماء.
وعزائنا انه لا يوجد على هذه الأرض من يعيش الراحة بأكملها وهذا يعني أن الجميع يعاني ويتألم من جانب ما ، وهذه عدالة النقص في هذه الحياة المتلونة ، فالكمال لله ونحن بشر لا تكتمل سعادتنا أو استقامتنا أو حتى أحلامنا.
لم تكن بداية حروفي مسلية لأننا عندما نريد أن نفضفض
وجب أن نبدأ بما يفرح قلب القارىء ،ولكنني بدأت بالاختناق
فمن منا لا يختنق!؟ نختنق من القطيع، نختنق من العصا التي تضرب دون رحمه جيوبنا واحلامنا، ولكننا لا نستطيع أن نتكلم، فقط نبكي لعل همومنا تغرق، ولعلنا نكفر عن ذنب الكذب والتصفيق، والأصعب أننا لا نستطيع أن نبكي، فنرسم على وجهنا ابتسامة ونؤدي تحية وفي قلوبنا الف الف حكاية مؤلمة
لعبيد لا تنتمي وتنتمي.
هي فضفضه، فهل نستطيع أن نثرثر بكل ما يتجول ويجول في مشاعرنا عن انسانية بشعة ومؤامرة أن نكون ذلك الأصم المكفوف الذي إن تحدث تلعثم بألف مادة ورقم، وهل نستطيع البوح عن مطرقة الظلم؟ ملامحنا تنزف وينكسر فينا الكسر من جديد “نحن نجيد الكلام، نحن نجيد الكلام ونريد حقوقنا” ، لم نعد نحتمل تلك العصابات التي تريد لنا الصمت ، نقاوم، ونقاوم، ونقاوم ونريد للحلم أن يتحقق…
ثم ماذا!؟
ثم نحن من يعول عليه في كل الخطابات، ومن تستقطبنا تلك الحراكات والجماعات، نحن رقم يستهلك لتيارات وأحزاب ، ثم ينتهي، فقط نحن سنوات تمر.
ثم أننا نعي أن من ينتصر لابد أن يكون الوحش،ولابد أن يتخلى عن الكثير من المبادىء من أجل الحصول على حقه،وأن تلويث طريقة التفكير هي طرق الوصول ، فما اثبتته لنا الحياة أن الكثير من أهلها يعيشون في فكر مسموم ليصلوا لغاياتهم ، وقد نكون بل نحن كنا وما زلنا أداة تستخدم، نتنازل نتنازل فقط لنبقى نتنفس.
والمضحك عندما يرددون “لنا الغد”.