خالد خازر الخريشا
من خلال توجيهات عطوفة مدير عام صحيفة صدى الشعب الاستاذ الصحفي محمود الفطافطة الاكرم قام فريق هيئة التحرير بجهود مشكورة من خلال متابعة حثيثة من قبل رئيس هيئة التحرير الاستاذ حازم الخالدي بعمل تقارير وزيارات ميدانية لأكثر من تسعين بلدية من بلديات المملكة بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المجالس البلدية بالمملكة لكن جميع اللقاءات كانت ترتطم بمشاكل العجز والمديونية وغياب الاستثمارات والبعض منها ما زالت ترزح منذ عقود تحت وطأة تحديات ثقيلة تتشابه الى حد كبير وتتكرر في كل بلدية ما جعل العديد منها إلى عاجزة عن التعامل مع مهامها ألأصلية وتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية وإنشاء الحدائق الترفيهية والملاعب الحضرية للشباب والتي من المفترض ان تساهم في تطوير خدماتها والنهوض بواقعها المتردي .
معظم البلديات كانت تشكو من ارتفاع حجم الديون وكذلك فاتورة الرواتب والضمان التي تحصد نصيب الاسد من الايرادات وهناك ضعف في موضوع التحصيل المترتبة على المواطنين ، وغياب تام للاستثمارات لكن رؤساء بلديات عزوا هذا الامر لارتفاع نسبة الفقر في مناطقهم خاصة البلديات التي تبعد عن مراكز المحافظات لكن الغالبية كانوا يشكون من تردي اوضاع الاليات وغالبيتها اصبحت متهالكة لا تفي بالغرض يالاضافة الى تردي اوضاع الطرق الخارجية والداخلية وغياب الانارة لكن الكثير من البلديات اشتكت من موضوع وقضية المناطق داخل حدود البلديات وخارج التنظيم حيث مطلوب من رؤساء البلديات تقديم خدمات لهذه المناطق .
ويعد ارتفاع حجم الديون والرواتب وازدياد اعداد السكان بشكل كبير بسبب عمليات اللجوء القسرية من دول ألجوار من ابرز التحديات التي تواجه موازنات ألبلديات في المحافظات وتستأثر على حصة الاسد منها وسط ضعف التحصيل والمداخيل ولعل ابرز تجليات العجز البلدي في ألمحافظات يتبدى في تهالك الآليات وتراجع كبير في اوضاع النظافة لدى الكثير من ألبلديات بالإضافة الى تردي اوضاع ألطرق وغياب الانارة عنها .
ورغم ان بعض البلديات تتميز بخصوصية وبيئة تنموية وسياحية، والبعض منها تقع على مفترق طرق دولي يفترض ان تجعلها متفردة بالخدمات لجلب الاستثمارات والسياح الا ان هذه الخصوصية والميزات لم تشفع لها لإنقاذها من التحديات التي تعيشها باقي بلديات المملكة .
خلال افتتاح أعمال مؤتمر الاستثمار والشراكة بين البلديات والقطاع الخاص الذي ينظمه برنامج (USAID) والمعهد الجمهوري الدولي لدعم البلديات بالشراكة مع وزارة الإدارة المحلية وبنك تنمية المدن والقرى وحضرة مندوبي صحيفة صدى الشعب أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان أن ترسيخ الشراكة بين البلديات والقطاع الخاص تعتبر المُحرِّك الرئيسي لعجلة التنمية المحلية والاستثمار في ألبلديات لافتاً إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني يتطلّع أن يرى إنجازاً تنموياُ محلياً على الأرض بين الطرفين في هذه المرحلة التي يسعى فيه الأردن إلى تعظيم المسيرة الديمقراطية وربطها بالتنمية المحلية والاستثمار.
وأعرب الوزير كريشان عن أمله بأن تسهم هذه الشراكة على مدى الخمس سنوات القادمة في دعم وتطوير العمل البلدي في برامج ومشاريع عديدة مما سيُعزز دور البلديات في الاستثمار الذي يُعتبر أحد الأهداف الوطنية للحكومة لافتاً إلى حرص رئيس الوزراء الدكتور بِشر الخصاونة على تعميق دور القطاع الخاص في الشراكة مع البلديات لإقامة المشروعات الاستثمارية والتنموية.
وبرر كريشان بأن السبب الرئيسي في عدم استطاعة المجالس البلدية الحالية إقامة مشروعات تنموية واستثمارية جديدة هو فشل العديد من المشاريع التنموية الاستثمارية التي أقامتها بعض المجالس البلدية في السنوات السابقة مما ساهم في تحميل البلديات أعباءً مالية ومديونية وصلت إلى حوالي (350) مليون دينار هذا في الوقت الذي تُقدّر فيه ديون البلديات على المواطنين والجهات المُختلفة حوالي (320) مليون دينار.