محمود الفطافطة
في مشهد يجسد عمق الألم حيال ما يجري في قطاع غزة من قتل وحشي وبربري وإبادة جماعية يمارسها الكيان المحتل الغاصب بحق المدنين الأبرياء من الأطفال والنساء والتدمير والتشريد، استقبل الأردن العام الجديد، بدون احتفالات مشابهة للأعوام الماضية، فيما استقبلت دول في شرق الكرة الأرضية عام 2024، بآمال بأن يحل السلام في العالم ويحل الأمل والأمان بدل النزاعات.
ويأتي ذلك تزامنًا مع من نقلته وسائل اعلام عبرية والتي ذكرت، بأن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير زار تل أبيب، الأسبوع الماضي، وأجرى سلسلة من الاجتماعات بشأن ما اصطلح عليه “اليوم التالي” للحرب على غزة، والذي يتوقع أن يعيد دراسة إمكانية قبول اللاجئين من غزة في دول العالم .
ويجسد ذلك حقيقة مفادها، بأن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها التحالف الصهيو-أميركي مقابل الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية/ أصبح كابوساً يزعج الكيان الغاصب وأميركا وبات مؤكدًا له بأنه لن ينجو من لعنة غزة وأن إعلان نصر المقاومة باتت مسألة وقت ليس أكثر، وأن ذلك التحالف الهمجي يترنح مثل المغشي عليه فلا يستطيع أن يتمالك جنونه للخروج من هذا المأزق الذي لا انفكاك منه، فراح يصب غضبه على أهل غزة الأبرياء بالقتل والتدمير الوحشي، وما فتيء يستخدم كل أساليبه الخبيثة لتنفيذ مخططاته الإجرامية، وليس آخرها اجنداته تحت مسمى المبادرات وبقيادة بلير.
الخارجية الفلسطينية، أعلنت أنها تتابع باهتمام الأنباء عن تولي بلير مهمة للإخلاء الطوعي المزعوم للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وقالت، إنها تتابع باهتمام كبير ما أورده الإعلام العبري بشأن تولي بلير رئاسة فريق للعمل من أجل الإخلاء الطوعي للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة، وإجراء لقاءات ومشاورات مع الدول لفحص موقفها بشأن استقبال لاجئين فلسطينيين، الأمر الذي لقي ترحيبًا كبيرًا من الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير وغيره من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
ولكن الاردن وبقيادته الحكيمة، أكد رفضه وبشكل قاطع لأي سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو نزوحهم سواء في قطاع غزة أو بالضفة الغربية، وقال جلالة الملك إن “ملف التهجير خط أحمر”، ويبذل الأردن كل الجهود لدعم صمود الاشقاء في غزة وتمسكهم بأرضهم، وإيصال المساعدات وانزالها جواً وبواسطة مظلات مساعدات لمئات المحاصرين في كنيسة بشمال قطاع غزة، كما تواصل المستشفيات الأردنية في غزة رسالته الانسانية تجاه الأشقاء الذين يتعرضون لإبادة جماعية مؤلمة، وذلك رغم الهجوم البربري واللإنساني الذي نفذته قوات الاحتلال ضدَّ المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزَّة وادى لاصابت بين كوادره ولكنها لم تمنعه من تأدية واجبه..ويبقى موقف الاردن من ملف التهجير واضحًا، بأنه لن يسمح أبدًا بحدوث نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، وأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تعني الحرب للأردن