محمود الفطافطة
أنهكت المقاومة الفلسطينية، جيش الاحتلال بعد اثبات تفوقها العسكري في عملية طوفان الأقصى القاتلة لجيش الكيان الغاصب وجعلته يتجرع مرارة الهزيمة، ويقر بارتفاع عدد قتلاه من الضباط والجنود وأجبرته على سحب لواء “جولاني” من قطاع غزة، والذي يعد من أهم ألوية جيشه الذي شارك في حرب 48 والعدوان الثلاثي، وحرب 1967، وذلك بعد أن تكبد خسائر في غزة لا يمكن تصورها .
وبشهادة خبراء نجحت المقاومة بإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي، وجسدت تحولات جيوسياسية جديدة تؤكد صعوبة تجاوز الفلسطينيين في أي محاولة لتصفية قضيتهم، وحصدت دعمًا غير مسبوق في أجزاء العالمين العربي والإسلامي، كمدافعة عن القضية الفلسطينية .
حالات الصمود الأسطوري التي جسدتها المقاومة والنصر الذي حققته على قوات الاحتلال، أثبتت أن هزيمته مسألة وقت، أمام حالة الخذلان والضعف التي تسود جيش الاحتلال رغم تقدم تجهيزاته العسكرية والدعم الغربي اللامحدود، ما جعل إعلان نصر المقاومة وهزيمة الاحتلال متوقعة في أي وقت .
حالات الذعر التي تسود قوات الاحتلال والخشية من المواجهة المباشرة مع المقاومة تكشفها الفيديوهات والأخبار المسربة من الإعلام الإسرائيلي، حتى بلغت الخشية من المقاومة، إطلاق جيش الاحتلال النار على إسرائيليين بالخطأ لاعتقاده أنهم من المقاومة.
الرعب الشديد من المقاومة الفلسطينية بات يسود الجبهة الداخلية للاحتلال، والأصوات أصبحت تتعالى لوقف الحرب وتطالب برحيل نتنياهو والاختفاء من المشهد السياسي نهائيًا، لا بل وتحمله مسؤولية الإخفاق الذي بات نتائجه تلازم جيش الاحتلال في كل عملياته العسكرية .
الصمود الأسطوري للمقاومة، يبهر العالم ويسجل بمداد من ذهب على صفحات التاريخ الخالدة، فرغم المجازر والتنكيل وحرب الإبادة التي تقتل الحياة تحت سماء غزة وتستهدف الشجر والحجر، فغزة تتشبث بالصمود رغم إصرار الباغي وتواطؤ دول العالم على ذبحها..!؟
وبالعودة إلى السياسات الأميركية في المنطقة، وإعلانها غير مرة عزمها إعادة ترتيب الشرق الأوسط بشكل جذري وبما يتوافق ومصلحتها، وأن ما يجري في غزة ليس سوى مقدمة، وأن البقية تأتي ما لم تخضع دول المنطقة لهيمنة واشنطن، لكن المقاومة وبانتصارتها وصمودها الأسطوري استطاعت أن تسطر رسالة قوية، تحمل في طياتها دلالات كبيرة مفادها، بأن هناك من يستطيع أن يكسر جبروت الاحتلال ويلقن المتواطئين دروسًا بالبطولة والفداء، ويجبرهم على تغيير بوصلة سياساتهم في المنطقة