البطاينة : 43 بالمئة من أعضاء حزب ارادة من الشباب و27 % من النساء
الاردن في طريقه الى تأسيس حكومات حزبية عام 2024
مواقف الأردن في طليعة الدول لحقن دماء الغزيين السبيل الوحيد للنهوض بالدولة الاعتماد على الذات في الوصول لحياة حزبية حقيقية
للأحزاب دور في إيصال الشباب إلى موقع صنع القرار
على الجميع الانخراط في معركة تجذير الوعي ومأسسة الحياة الحزبية .
أكبر التحديات أمام الأحزاب التمويل والثقافة المنفرة من العمل الحزبي
ابجديات العمل الحزبي السعي للسلطة
صدى الشعب- فايز الشاقلدي
اعتبارا أن الاحزاب السياسية أداة رئيسة للتنمية في مجالاتها المختلفة أضحى الاهتمام بالتنمية السياسية لفئة الشباب التي تمثل قوة الدولة أمرًا لا مناص منه؛ فبواسطتهم تترسخ قيم المجتمع، وتعضد الديمقراطية والحرية المسؤولة ، وتنمو تنظيمات المجتمع الذي يساعد في النهضة والبناء في ضوء وعيه الصحيح بماهية الدولة وأهميتها .
أمين عام حزب ارادة ، نضال البطاينة ،يؤكد خلال أن الاحزاب والعمل الحزبي البرامجي بات حاجة ماسة لا يمكن الاستغناء عنها للمضي في الاصلاح بكل جوانبه وهو السبيل الوحيد للوصول إلى دولة معتمدة على ذاتها قوية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، مستعرضا عددا من التحديات الاقتصادية والتنموية كالبطالة والاستثمار والتعليم ودور القطاع الخاص، والتي قال إنها “لن تحل الا بالبرامجية”، وهذه باتت مطلوبة من الاحزاب لتحظى بدعم الشارع .
وقال البطاينة خلال ندوة عقدتها صحيفة ” صدى الشعب ” حول الاحزاب وتطورها في الأردن، إن السلطة التشريعية غاب عنها الدور الرقابي والضعف في الدور التشريعي وبات التركيز على الخدمي، فيما تغيب عن الحكومات البرامجية الحقيقية والخطط المحكمة للتعامل مع المشاكل والتحديات .
ويرى البطانية وجوب تغيير نمط الانتخاب والاعتماد على الحزبية البرامجية، قائلا إن الاصلاح السياسي هو المطلب الاساسي ، لأنه هو ما يوفر الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي .
وشارك في الندوة التي أدارها رئيس هيئة التحرير الزميل حازم الخالدي وشارك فيها الزملاء: نور الدين نديم ، والزملاء الصحفيين : فايز الشاقلدي ، شهد حمدان ،سليمان ابو خرمة ،رغد الدحمس .
وخلال استفسارات الزملاء حول أهمية انخراط الشباب بالعمل الحزبي والسياسي وتمكينهم من المشاركة الفاعلة بعملية صنع القرار ، خاصة في ظل مسار التحديث السياسي الذي أصبح من أولويات الدولة الاردنية، شدد البطاينة على أهمية تمكين الشباب عبر تحقيق متطلبات أكثر من تلك التي نص عليها قانون الاحزاب، بوجود 20% من الشباب، وذلك لإقناع الشارع وقيادة معركة الوعي في تكريس العمل الحزبي، لافتا للإنتباه إلى أن، أكبر التحديات أمام الأحزاب هي التمويل والثقافة المنفرة من العمل الحزبي لدى المجتمع الأردني .
بناء قدرات الشباب
وتابع، أن الأحزاب يجب أن تقوم بتشكيل القوائم الحزبية الوطنية والمحلية بكل شفافية وإعطاء الشباب دورهم الفعلي، وإيصالهم إلى موقع صنع القرار من خلال بناء قدرات الأردن وشبابه عبر عمل مؤسسي برامجي .
وأوضح البطاينة، أن الأردن يواجه أعلى متوسط لمعدلات الشباب والعدد بازدياد، حيث أن المملكة تمر بمرحلة تسمى “بالهبة الديموغرافية” وهي المرحلة التي يبلغ فيها مجتمع الذروة في حجم السكان في سن العمل مقابل أدنى نسبة للسكان المعالين من الاطفال والمسنين، والذي سيعمل على رفع مستوى التحديات من حيث اشراك الشباب في جميع مراحل الاعداد والتخطيط والتنظيم والتنفيذ والتقييم .
وفيما يتعلق بحزب إرادة ،يبين البطاينة أن هناك 12 مكتبا في جميع المحافظات في المملكة ،وعدد منتسبي الحزب من فئة الشباب تبلغ نسبتهم 43 بالمئة ، ومن النساء 27 % ، ونسعى الى الزيادة العام المقبل، مما يبدد غيمة الخوف المزعومة، داعيا جميع المؤسسات الرسمية إلى الانخراط في معركة تجذير الوعي ومأسسة ثقافة الحياة الحزبية بالمجتمعات .
الأحزاب لا تنبثق في الصالونات السياسية
ولا من الطبقة المخملية -كما يوضح البطاينة- بل تبدأ من الناس وفي الاشتباك الدائم مع مصالحهم وقضاياهم، وأن التحزّب قد يكون حلا لمواجهة الضغوطات الداخلية والخارجية .
ويوضح البطاينة أن أبرز ما في قانون الاحزاب السياسية الجديد انه كرس الحق في ممارسة العمل الحزبي لكل اردني واردنية ، بتضمينه مجموعة من الأحكام الموضوعية والإجرائية المستحدثة ، التي يستلزم التعاطي معها قانونيا لضمان حسن تطبيقها .
ويعتبر البطاينة أن موقف القانون من العمل الحزبي واضح وهو تبديد لكل هذه المخاوف والتي عالجها من عدة نواحي أهمها على الاطلاق وجود ضمانات قانونية تجريمية لكل من يعرقل عملية الانتساب بما فيها عدم التعرض للمنتسبين او التضيق عليهم في ارزاقهم أو أعمالهم أو تجارتهم أو سببا في الرفض للعمل في الوظيفة الحكومية أو سببا في الاستغناء عن هذا الشخص أو ذاك .
واكد البطاينة ان اول الضامنين لحرية العمل الحزبي رأس الدولة الاردنية جلالة الملك عبدالله الثاني، وفيما يتعلق بالشباب الجامعي فإن المادة (4/ج) من القانون تؤكد “ُمنع التعرض لطلبة مؤسسات التعليم العالي بسبب الانتماء والنشاط الحزبي والسياسي”. كما تقضي المادة (20/أ) من القانون ذاته بالقول “يحق لطلبة مؤسسات التعليم العالي الأعضاء في الحزب ممارسة الأنشطة الحزبية داخل حرم تلك المؤسسات من دون أي تضييق أو مساس بحقوقهم، على أن يصدر نظام خاص ينظم هذه الأنشطة . ”
العدوان على غزة
وتعقيبا على ما يجري في غزة من عدوان منذ أكثر من شهرين، قال البطاينة ،إن الحزب يقوم حاليا بحصر جميع الأحزاب في العالم وتقسيمها لثلاث فئات من حيث موقفها من العدوان الصهيوني على غزه وما يحدث من إنتهاكات وجرائم حرب يمارسها الكيان الغاصب هناك .
واضاف ،أن هناك قسمًا داعمًا للكيان وآخر يعارض ما يقوم به الاحتلال الغاشم وثالث لم يعلن موقفه، مشيرًا إلى أنه سيتم مخاطبة كل فئة بخطاب مختلف عن الآخر وبلغة يفهموها مؤكدًا بأن المخاطبات ستكون منسجمة مع موقف الأردن ورسائل جلالة الملك عبدالله الثاني التي دعا فيها الى وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وتأمين المساعدات لهم.
واكد البطاينة أن هذه التوجهات تأتي انسجامًا مع مباديء الحزب بالنسبة لمركزية القضية الفلسطينية وقبلها موقف الأردن المساند للحق الفلسطيني والرافض للعدوان الهمجي البربري على غزة، وسعيًا لبناء توافق حزبي يؤثر على مواقف الدول التي تنتمي لها تلك الأحزاب .
واضاف البطاينةً بأن هذه المخاطبات تأتي استكمالاً للجهود التي تستطيع الاحزاب الوطنية القيام بها ومساندة للدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني وعدم الإكتفاء بالوقفات التضامنية التي لا يقلل الحزب من أثرها بل يدعو لإستمرارها، منوها البطاينة أن هذا لا يشكل أي ارتباط تنظيمي مع أي حزب خارجي وانما محاولة للتأثير بالرأي العام العالمي بما يعزز دور الأردن الذي هو في طليعة مواقف الدول في حقن دماء الغزيين .
ويشار إلى أن المادة 23/ز من قانون الأحزاب رقم ٧ لسنة ٢٠٢٣ قد نصت على أن ” للحزب إقامة علاقات سياسية مع أحزاب أخرى داخلية أو خارجية أو مع اتحادات أحزاب سياسية دولية، على أن لا تُشكل تلك العلاقة ارتباطاً تنظيمياً للحزب بتلك الأحزاب أو الاتحادات وشريطة الإلتزام بأحكام الدستور والقانون . ”
أسئلة عديدة تتعلق بالحياة الحزبية وتشكيل الحكومات الحزبية ، في ضوء التعديلات على قانوني الانتخاب والأحزاب التي خصصت 41 مقعدا برلمانيا من أصل 138 للأحزاب في الانتخابات المقبلة، ليرتفع العدد تدريجيا إلى ما يعادل 65 بالمائة من المقاعد (نظريا بعد 12 عاما)، بما يتيح في النهاية تشكيل حكومة برلمانية .
يرى البطاينة إن “حديث الملك الأخير ودعوته الأحزاب إلى الاستفادة من الفترة المقبلة لإقناع الناخبين ببرامجهم، تمثل رسالة واضحة، فهو يريد الوصول إلى رؤية تحدث عنها طيلة السنوات الماضية، وهي نهج الحكومات البرلمانية الحزبية . ”
ولا يستبعد البطاينة أن تظهر بعد انتخابات العام القادم تحالفات حزبية مع مرشحي القوائم داخل البرلمان، مما يؤسس لمحطة برلمانية مختلفة في مستقبل الدولة الأردنية الحديثة، وبالتالي فإن الأحزاب ستوجه شكل الحكومة القادمة، وسيكون لها حضور وتأثير واضح”
غير أن البطاينة استدرك: “قد لا نصل إلى حكومة برلمانية بمفهومها الحقيقي بعد الانتخابات القادمة، إلا أن نتائج الأحزاب ستبين مستوى قناعة الشارع ببرامجها، ما يعني ارتفاع أعداد مقاعدها دورة تلو الأخرى أو خروجها من المشهد، وهذا سيؤدي في النهاية إلى استمرار الأحزاب القوية منها، وصولا إلى تشكيلها للحكومات البرلمانية المنشودة . ”
حزب ارادة
وتطرق البطاينه إلى رؤية ورسالة ومبادىء حزب إرادة، وحاجة المجتمع الأردني إلى العمل الحزبي وقد نال طرحه إعجاب الحضور .
واضاف البطاينة أن لإرادة رؤية واضحة وطرح معتدل مقنع وأهداف سامية وهمة عالية وشباب و تكنوقراط واع مثقف قادر على قيادة السفينة إلى بر الأمان من خلال تطبيق برامجه المستقاه من نبض الشارع والتشاركية الفاعلة والتفاعل الايجابي من الجميع بديمقراطية حقيقية في اتخاذ القرارات التي تنعكس بالخير على الوطن والمواطن .
وقال البطاينة، لا يستطيع أحد أن ينكر انجازات الدولة في مئويتها الاولى لافتا إلى الصروح العلمية والصحية وبنيتنا التحتية ومؤسساتنا وقواتنا المسلحة ومكانتنا الاقليمية والعالمية .
واستعرض مسيرة الاجداد والاباء يدا بيد مع ملوك بني هاشم رحم الله منهم من قضى نحبه واطال بعمر جلالة الملك عبد الله وولي عهده الامين .
وتساءل البطاينة هل نطمح لبدء المئوية الثانية بنفس الوتيرة ؟ في ظل تراجع منظومتنا الصحية والتعليمية ، منوها إلى أن القطاع العام بترهل والبرلمانات والحكومات المتعاقبة لا تقوم بدورها في ظل غياب السياسات والبرامج وأن الحل هو تفعيل العقل الجمعي بالحزبية البرامجية .
ويقارت البطاينة تطوير الاحزاب للدول الاخرى وعدم تطويرها للاردن حيث لم تقدم الاحزاب شيئا ولم تطور بلدنا لوجود عيبين رئيسين هما الشخصنة (حزب الرجل الواحد) وغياب البرامجية .
تسمية حزب إرادة
ثم تحدث عن ارادة – الذي تم تسميته من قبل جميع الاعضاء بالتصويت الالكتروني- الذي جاء كمشروع حزب لتفادي اخطاء الماضي ، فالهيكل التنظيمي للحزب وهو في طور المسودات ليس مصمم لقيادة الرجل الواحد، ويتكون الهيكل التنظيمي من ٢٢ لجنةً في كافة مجالات الحياة من صحة وتعليم وسياحة وطاقة، ويوجد في كل لجنة اعضاء الحزب من اكاديميين وطلاب في نفس التخصص والقطاع الخاص والموظف العام الحالي او المتقاعد وذلك لوضع سياسات وبرامج الحزب في مجال ما ، ثم تتجمع مخرجات اللجان من سياسات وبرامج في جميع مجالات الحياة في المجلس الاستراتيجي للحزب لضمان التناسق والتكامل والقابلية للتنفيذ وبالتالي البرنامج المتكامل للحزب، مضيفا ان الحزب الذي لا يملك في برنامجه حلولا في كافة المجالات لا يستحق ان يشكل حكومة حزبية ، وان الحزب الذي لا يسعى لتشكيل حكومة حزبية هو عبارة عن نادي او جمعية ليس اكثر .
كما أضاف البطاينة بأن النائب الحزبي يكون مدعوما بالخبراء في كافة المجالات من حزبه ، وعليه أن يكون نائب وطن ، نائب تشريع ورقابة على عمل الحكومات.
وعلى النائب الحزبي الالتزام ببرنامج حزبه وبعكس ذلك يقوم الحزب باستبداله بدون اي موافقات لان المقعد النيابي حسب القانون الجديد للحزب وليس للشخص وهكذا تعمل الاحزاب على تطوير عمل البرلمان .
وختتم البطاينة حديثة بالرد على استفسارات الزملاء ، معتبرا أن السلطة التشريعية في الوقت الحاضر أهم السلطات في الدولة ، فهي التي تقوم بسن القوانين أي وضع القواعد العامة الملزمة للأفراد وتكون المساهمة في هذه السلطة عن طريق مشاركة الأفراد في الحياة الحزبية والسياسية للدولة ، وذلك في اطار المشاركة السياسية التي بواستطها يتم المشاركة في صنع القرار السياسي وخاصة صنع ورسم السياسات العامة التي تهم وتخص المجتمع عامة ، وذلك عن طريق التمثيل في المؤسسات السياسية المنتخبة والتي تعبر عن اهتماماته أو جزء منه .
وبشكل عام ارتبط ظهور الأحزاب بظهور الأيدولوجيا الفكرية وما رافقتها من ديمقراطية نيابية ، أدت الى التكتل داخل المجالس النيابية تبعا للأفكار الأيديولوجية ، وتنوع الوسائل والأساليب لتحقيق أهداف المجتمع ، لمحاولة كسب التأييد ، مما دفع لظهور ما يعرف باللجان الانتخابية ارتباطا بفكر انتخاب الأعضاء ، ومن هنا ظهرت الأحزاب السياسية لتقوم بدور الكتل البرلمانية ، واللجان الانتخابية .
تمويل الحزب
وفيما يتعلق بتمويل وميزانية الأحزاب السياسية ، نوه البطاينة أن الحزب قائم على الاشتراكات من الأعضاء والتبرعات الافضل حالا والايسر ماديا في الحزب ، وهناك أشخاص لا يملكون سوى رواتبهم التقاعدية تبرعوا بها لايمانهم برسالة الحزب ، وذكر البطاينة أسماء عدد من المتبرعين للحزب منهم من قام بتأثيث فرع الزرقاء عضو الحزب المهندس ثائر المومني ، وفيما يتعلق بالمقرات التي تنتشر في كافة المحافظات وعددها 12 مقرا منها تبرعات من أعضاء الحزب حيث تبرع خالد الرجوب في طابق كامل في محافظة اربد ، ومقر غرب اربد من الشاب صهيب بني يونس .
ونوه ايضا ، الى فرع المفرق بتبرع من الشاب حمزة اخو ارشيدة ، وفرع الرمثا من العضو ابو قتيبة البشابشة ، وفيما يتعلق بالنظام المالي فتبرع به بشار الحوامدة ، والعضو احمد السعودي تبرع في مقر فرع الطفيلة .
وأكد أن نظام تمويل الاحزاب له تأثير اساسي ومباشر على الاحزاب اكثر من قانون الاحزاب ذاته، وذلك لمرونته بالمقارنة مع القانون، وقدرته على التأثير في اتجاهات الحياة الحزبية .