حازم الخالدي
العدوان الصهيوني على غزة لا يفرق بين أي إنسان وآخر على وجه الأرض، المدنيون مستهدفون، أكثر من ثلثي الشهداء من الأطفال والنساء، الأطباء مسستهدفون والممرضون أيضا في المستشفيات والمراكز الطبية، العاملون الصحيون في مراكز الإغاثة مستهدفون، الصحفيون أصبحوا من أكثر الضحايا استهدافا من الآلة العسكرية الإسرائيلية، لا أحد يمنع “إسرائيل” من ارتكاب هذه الجرائم، كلمة ” هس” تشمل الجميع،حتى يلتزم الجميع بالصمت ، لا “بيت أبيض ” ولا أسود ولا أي جهة أو هيئة كانت.. لأن ” إسرائيل” خارج المساءلة، بدعم من حليفتها الولايات المتحدة الأميركية، التي ترسم خطط الحرب وتحدد أيامها.
أثبتت تقارير أن ” إسرائيل” تستهدف المدنيين وبالذات الأطفال والنساء بشكل متعمد وتمارس معهم القتل بطريقة الإعدام، وأن كشف مثل هذا الأساليب كفيل بمحاسبتها أو على الأقل فضحها، لأن لا مجال لمحاسبتها من المنظمات والهيئات الدولية، لذلك أمام كل العالم تنتهك القوانين والأعراف وتمارس التضليل والتزييف في نقل المعلومات لإخفاء جرائمها ، أيضا هي بهذه الأساليب تريد أن تبعد الصحافة عما تقوم به من جرائم، لتطغى الرواية الإسرائيلية التي تريدها على الرأي العام العالمي.
” إسرائيل” تفرض هيمنتها وقوتها على العالم، تغتال ما تريد وتقتحم ما تريد، وتقصف بكل أنواع الأسلحة وأفدحها المدنيين العزل، وترتكب الجرائم دون أي عقاب، فلا يردعها قانون ولا محكمة جنائية، رغم أن العالم يعرف أن ” إسرائيل” ترتكب جرائم حرب في غزة.
الصحفيون في غزة شهود عيان ودليل دامغ على كل الممارسات والاجرام الصهيوني، فهم يوثقون كل الفظائع التي لم يشاهدها العالم من قبل ، لذلك “إسرائيل” لا تريد للصحفيين أن ينقلوا الكلمة بصدق ولا تريد منهم أن يصورا مشاهد الدمار والمجازر التي ترتكب بحق قوات الاحتلال ،وأن تنقل للعالم هذه الاجرام بحق الفلسطينيين، فكل واحد منهم مؤثر في حياته وفي بلده وفي العالم، ” إسرائيل” تريد إخفاء مثل هذه المعلومات ولا تريد أن يعرف العالم حقيقة هؤلاء الذين أتوا إلينا بالإرهاب محاولين الصاقه بنا وبحضارتنا التي لا تعرف سوى الإنسانية، فهم يقولون للصحفيين عليهم أن لا يتواجدوا في غزة ..
الصحفيون في غزة يمارسون عملهم ببطولة وشجاعة، وهم جزء من الشعب الفلسطيني الذي لا يعاني من 71 يوما من الحرب فقط، وإنما منذ 75 عاما من الظلم والتهجير والقتل الممنهج بحقهم..هم أبطال وهم في الميدان يتابعون الخبر والمعلومة في كل بقعة في غزة، مهما كانت المخاطر، يحفظون الحقائق في السجلات الإنسانية، كما نريد أن يحفظ العالم المتمدن الذي يدعي الحريات في سجلاته أن ” إسرائيل” أزهقت أرواح 92 صحفيا سقطوا شهداء ضحايا الاجرام الصهيوني في غزة لغاية الآن ، ولن تتوقف آلة القتل الصهيوني ضد الصحفيين الذين أقسموا على حمل رسالتهم إلى العالم.
” إسرائيل” تمعن في القتل، وتعرف أنها في كل مرة تفلت من العقاب، وهذا لا يعني الاغفال عن محاسبتها ، فهي الآن مع اليوم الواحد والسبعين من الحرب قتلت بشكل متعمد 92 صحفيا، ونحو 19 ألف مواطن فلسطيني..
هذا العدد من الصحفيين لم يقتل من قبل في تاريخ الصراعات والحروب التي حدثت في العالم، حتى في الحرب العالمية الثانية التي تبخرت فيها مدن كاملة، وقتل نحو مليون إنسان لم يقتل من الصحفيين سوى 67 صحفيا، هذا يؤكد ان “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية في غزة.
كم مرة عملت سلطات الاحتلال التي تحاول تغطية جرائمها، إلى قطع شبكة الانترنت والاتصالات، كما تستمر في قطع الكهرباء والمياه عن أهالي غزة حتى وصلت إلى مرحلة قضت فيها على كل معالم الحياة الانسانية في غزة..
الصحفيون مستهدفون ولا ضمانة لحمايتهم على أرض غزة، ولكنهم مستمرون في نقل الحقائق لأنهم وضعوا حياتهم على المحك.
الشهيد المصور الصحفي سامر أبو دقة الذي قتلته طائرات الاحتلال بمسيراتها المستدفة، ومن قبله زملاء له ، أنهم لم يناموا سوى سويعات قليلة، وكأنه يستشعر بأنه سيستشهد وينام بعدها براحة وسلام.