نورالدين نديم
للأسف في ظل توجه جمعي أردني لتشجيع الطلاب على الانخراط في العمل الحزبي، والمشاركة في الحياة السياسية، وتوسع في إشراكهم في صناعة القرار، يأتي قرار جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، على غير حكمة وتفهم لطبيعة الظرف، وانفعالية الشباب وحماسهم.
الفصل من الجامعة ليس مجرّد عقوبة عادية نحاول التهوين منها، إنها قضاء على مستقبل ابن من أبناء الوطن، ابن ليس مجرماً ولا إرهابيّاً، وإنما ابن من أبنائنا اجتهد في ضوء فهمه لدوره ومسؤوليته اتجاه قضيتنا المركزية وواجبنا الوطني والقومي والديني اتجاهها، وهذا ما لا يجرّمه عليه العرف ولا القانون، ولطالما تكرر ولا زال في جامعاتنا، فالطلبة ليسوا مقيّدي الحرية في التعبير والعمل طالما لم يخرقوا قانوننا الأردني وإطار عملنا وثوابتنا الوطنية.
ففي وقت نرى أمير الشباب ولي العهد الأمين الحسين بن عبدالله، على رأس الفعل في الدعم والإسناد لأهلنا في قطاع غزة، ونرى الأميرة سلمى تشارك فعلاً وبما يحمله الأمر من حجم مخاطرة في إنزال الدعم جوّاً من سماء شمال غزّة الملتهب، نجد للأسف هناك تقييد لحريّات أبنائنا الطلبة بحجة عدم أخذ الإذن، وكأننا نقول لهم إنكم تحت الوصاية، ولم تنضجوا بعد ولا تملكون القدرة على اتخاذ القرار، فأي رسالة سلبية نوجها لأبنائنا تتعارض والتوجه الجمعي الأردني.
جامعة العلوم التطبيقية الكريمة، ما حدث من عقوبات فصل كلي لطالب وجزئي لآخر، في مرحلة عاصفة تستدعي عدم افتعال أي معارك جانبية، تجرح حقيقة الصورة الوطنية الأردنية الداعمة لأهلنا في غزة، والرافضة لأطماع العدو المعلنة اتجاه الوصاية الهاشمية على المقدسات، ونوايا التهجير للسعب الفلسطيني، وما يمارس من إبادة عرقية.
ما حدث من فصل الطالبين على خلفية إنشاء وإدارة مجموعة على احد التطبيقات، لنصرة الأهل في غزة ورفض العدوان، هو فعل مبالغ به، ويحمل في ثناياه قسوة وتخويف لأبنائنا الطلبة.
ندعو إدارة الجامعة، إلى تفهم مدى تفاعل الشارع الأردني، وفي مقدمته الشباب وطلبة الجامعات، ومدى الشعور بالقهر والعجز اتجاه كم القتل واراقة الدماء التي تجري على مرأى من العالم كله في قطاع غزة.
الجامعة الكريمة؛
القرار جانب الصواب، ويحمل في ثناياه رسائل سلبية، لها انعكاساتها على مستقبل مشاركة وتفاعل أبنائنا طلبة الجامعات، في العمل السياسي
نتمنى على أصحاب القرار في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، العودة عن القرار، وهذا لا يمس هيبتكم، بل يزيد من وجه الحكمة لكم، ويكون إنتصاراً لجمعنا الوطني اتجاه جسدنا الواحد في الأردن وفلسطين.
الحوار والحوار فقط هو الحل في تقليص الفجوة وتقريب وجهات النظر، وتوضيح ما يخفى عن البعض من أبنائنا الطلبة من أمور، واستثمار طاقتهم وتوجيهها لصالح الوطن وبناء مستقبله.