الشكعة: 4,5 مليار منتج مستورد له بديل محلي
عايش: السياحة بالأردن ستتأثر بسبب الحرب على غزة
العبسي: تقارير تشير الى أن 95% من الأردنيين يلتزمون بالمقاطعة
القصراوي: لست مع مقاطعة الشركات التي ستؤثر مقاطعتها على الوطن
صدى الشعب – شهد حمدان
في اللحظة الأولى التي بدأ العدوان على قطاع غزة، تعالت الأصوات في المسيرات وعبر كل المنابر في العاصمة للمطالبة بمقاطعة منتجات الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي المحتل..
وفي أيام معدودات اتسعت رقعة المقاطعة لتمتد الى كافة محافظات المملكة حتى بدت المحال التجارية خاوية من المنتجات الداعمة للعدو الغاشم.
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، أصبحت المقاطعة ليست مجرد مبدأ عند الأردنيين، بل دعماً للمنتج المحلي الذي بات يضاهي بجودته المنتج الأجنبي
- المستهلك الأردني يستبدل ولا يقاطع
أمين سر غرفة صناعة عمان تميم القصراوي، قال إن المقاطعه تمت على مستوى عال بالأردن، معتقداً أن المستهلك الاردني انتقل من مفهوم المقاطعه الى مفهوم الاستبدال، موضحاً أن المقاطعه مقترنه بزمن كحدث او حرب اما الاستبدال فهو البحث عن بديل دائم.
وفي ذات السياق قال منسق تجمع “تحرك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع” محمد العبسي، أننا نراهن ان الموجه التي نشهدها حاليًا بالمقاطعه تختلف عن سابقاتها،مضيفاً اننا تجاوزنا مسأله ردة الفعل التي اعتدنا ان نشاهدها في موجات المقاطعه التي كانت سرعان ما تنتهي مع انتهاء العدوان او الحدث.
وبين أن الاختلاف يكمن هذه المرة بأن المقاطعه أصبحت سلوكًا يوميا عند المواطنين تزامناً مع بدء تشكل ثقافة جديدة في غضون الأسابيع الماضية لديهم من خلال البحث عن البدائل الوطنية.
وبدوره قال المحلل الاقتصادي حسام عايش ان المقاطعة يجب أن تتركز لتخدم الغرض منها وهو التأثير اقتصاديًا على الدول التي تدعم العدوان من خلال المطاعم والمقاهي والمنتجات والعلامات التجارية لبعض الالبسة ، وان جدوى المقاطعه يكمن باستمرارها، مشيرًا الى أن تاثيرالمقاطعة تظهر نتائجها بعد سته اشهر الى سنه على الاقل من تطبيقها.
الاردن يعد من اكثر الدول التزامًا بالمقاطعه، وهناك تقارير تشير الى أن 95% من الشعب الاردني أصبحوا يتجهون الى المنتج المحلي البديل، وأنهم يرفضون كل اشكال الدعم للعدو الصهيوني مما سيسهم في قوة الاقتصاد الوطني، بحسب العبسي.
(رامي) رب أسرة قال لصحيفة “صدى الشعب”، انه منذ اليوم الاول للمقاطعة قرر أن يستبدل جميع المنتجات الداعمة للكيان الاسرائيلي باخرى محلية، مضيفًا أن المنتج المحلي بات ينافس بجودته المنتج الاجنبي وان على الشعب ان يستمر بهذه المقاطعه دعماً للاقتصاد الوطني ونصرة لفلسطين.
* 4.5 مليار مليار منتج مستورد له بديل محلي
وبين عايش ، أنه يمكن أن نحول المقاطعه الى سياسة بحيث ندعم المنتج المحلي ونجهز سياسات جديدة نسمح من خلالها بزياده الاستثمار في منتجات محلية بديلة وذلك سيخلق فرص عمل جديدة وسيزيد من الصادرات مما سيسمح في تقليل المستوردات، مضيفاً أنه سيعمل على تقليل العجز في الميزان التجاري ويقلل العملات الاجنبية.
وأوضح القصراوي ان الاستبدال يجب ان يكون مبني على قواعد لتستفيد منه الدول كما استفادت الصناعة المحلية من الاستبدال في الوقت الراهن، مبيناً ان الظروف الطارئة مثل كورونا وحرب غزة علمتنا أن نعتمد على انفسنا وان نعزز مفهوم الامن الغذائي ليكون مفهوم اساسي.
وتعقد غرفه صناعة عمان نقاشات دائمة حول الأمن الغذائي وكيف يتم ربط الزراعة ودمجها مع الصناعات المحلية، بحسب تصريحات القصراوي لصحيفة “الشعب”.
وفي السياق ذاته ، قال مالك البان المزرعة فواز الشكعة ،إن الاردن مر بجائحه كورونا التي كان فيها انقطاع تام للمنتجات الاجنبية واستطاعت المنتجات المحليه تغطيه كافه احتياجات السوق، مضيفاً أن المقاطعة بالأردن لاقت نجاحًا كبيرًا وأن هناك 4.5 مليار منتج مستورد له بديل محلي.
- استمرار المقاطعة يقلل من المخاطر
وأضاف عايش أنه بالنظر الى أن المقاطعه اصبحت عالمية فقد أدى ذلك الى تراجع في القيمه السوقية في بعض جهات المقاطعه مثل بعض المطاعم العالمية ، وهذا سيؤثر على استمراريتها، حيث اغلقت بعض الفروع في بعض الدول المقاطِعة مما أثر ذلك على معدلات البطالة في تلك الدول والذي بدوره خلق تباينا في آراء العاملين في تلك المؤسسات والشركات في مكانها الام وتعد هذه من النتائج الايجابيه للمقاطعة.
وتابع أن استمرار المقاطعة سيؤدي الى تصنيع مواد وسلع محلية اكثر تعقيدًا وأكثر حاجه للتكنولوجيا وهذا سيدعم الموقف الاقتصادي الوطني وسيزيد من معدلات النمو الاقتصادي وسيقلل من البطالة وسيحسن من معدل دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي وسيجعل الموقف السياسي للدولة اكثر صلابة واقل تأثر بالمخاطر.
وأفاد العبسي بأن المقاطعه سلاح وأداة ضغط تجبر الشركات الكبرى التي تدعم آلة الحرب الصهيونية على وقف هذا الدعم من خلال الخسائر التي ستسببها المقاطعة في البلدان العربية.
في حال تم دعم المنتج الوطني سيتم توظيف 120,000 أردني ، مما سيساعد في القضاء على جزء كبير من البطالة في الأردن ،وسيحافظ على سيولة قدرها 4.5 مليار في السوق الاردني بواقع زياده 30% تعمل على انعاش السوق المحلي ،وفق تصريحات الشكعة.
وبين أن هناك فرقا بالقيمة المضافة بين المنتج المستورد والمحلي تبلغ ما نسبته 60% تقريبًا ما بين شراء خدمات وتوظيف سيعمل على بقاء 2,25مليار داخل السوق إن تم الالتزام بالمقاطعة.
وأكد الشكعة أن المقاطعة بكل جوانبها ايجابية والاقبال واضح على المنتج الوطني حيث ارتفعت نسبه الاقبال على بعض المنتجات ما بين 30 – 500% ، إلا اننا نحتاج لمدة جيدة حتى نتمكن من دراسة اثر استدامة المقاطعة.
- تضرر الشركات الأردنية من المقاطعة
يؤكد القصراوي بأنه ليس مع مقاطعة الشركات التي ستؤثر مقاطعتها على الوطن بشكل سلبي، بل مع استبدال المنتجات التي لها بديل محلي.
ونوه على أن هناك شركات عالميه تأخذ وكالتها شركات اردنية مقابل نسبة بسيطة من الارباح لا تتجاوز 1% او 2% وهذه الشركات تأخذ لحومها من منتج محلي وتغلف منتجاتها من شركات أردنيه كما ان العمالة هي أردنية.
ودعا القصراوي، مالكي الشركات التجارية الى البحث عن بدائل بحيث لا يتضرر استثمارهم وموظفيهم لتكون المقاطعة دون ضرر على الوطن والمواطن
ومن جهته، قال عايش أنه لا شك ان هناك تأثير على بعض الشركات وبعض الوكلاء المستوردين للمنتجات الداعمة وبعض الفروع لمطاعم وفنادق وتأثر بعض الموظفين من هذه المقاطعة.
عملية الخصخصهة قبل سنوات تم من خلالها بيع شركات ومؤسسات أردنية لمستثمرين من الخارج وتم الاستغناء عن الموظفين وطردهم من اعمالهم ولم تطرح الايحاءات بأن نتائج المقاطعه سلبية ، هذا بحسب تصريحات عايش .
وأشار الى أن على المستثمرين أن يأخذوا بعين الاعتبار حدوث الكوارث والجوائح او حروب لذا عليهم ان يؤثروا في دولة العدوان وفي المواقف التي تدعم العدوان من اجل تقليل ردود الفعل من الناس على الجرائم المرتكبه تجاه الغزاويين.
وتابع أن الكرة الآن في ملعب الكيان والشركات الداعمة للعدوان والتي يجب ان تعلم انه لا يوجد موقف مساند لدول تقتل الانسان دون أن تدفع الثمن.
- تأثر الأردن والمنطقة بالحرب على غزة
وكشف عايش اننا بالاردن سنتأثر بتداعيات الحرب على غزه بالربع الاخير من هذا العام، وقطاع السياحة نموذج لذلك، مبيناً أن الخسائر في قطاع السياحة ستكون كبيره كما في لبنان وسوريا واسرائيل ومصر وغيرها من الدول.
التداعيات المترتبة على موقف الحوثيين من المرور بباب المندب سيؤثر على حركه التجارة وسلاسل الامداد فالتداعيات اكبر على الاقتصاد الاجمالي من مجرد المقاطعة، وفق عايش.
وحول الحلول التي يمكن تطبيقها قال عايش، أن الاثار الناجمة من المقاطعة التي اصابت العاملين في الشركات الداعمة يدفعنا لانشاء صندوق وطني للتعامل مع الحالات الطارئه بحيث يتم تعويض الخسائربشكل مباشر،مضيفاً أن على مؤسسة الضمان الاجتماعي ان تلعب دورًا مؤقت من خلال مساعدات او قروض بكلفه صفر لتعويض من خرج من العمل دون ذنب منه بل تماشيًا مع الظروف الراهنة بحيث لا يتحملون عبء ما تمر به المنطقه في ظل ظروف العدوان على غزة.
وختم الشكعة أن عدونا الصهيوني لا يلتزم بالعهود والوعود، لذا يجب بناء قدراتنا بالاعتماد على الذات ، وأن هناك مصانع توجهت لبناء خطوط انتاج جديدة، مثل مصانع الشكولاته وتحسين المشروبات التي كانت تنافس علامات تجارية عالمية اصبح لها فرصة لانتاج منتج ينافس بالجودة بعد أن كان لا يملك بصيص أمل للمنافسة.