نتائج اختبار “بيزا” الدولي تظهر انخفاضًا ملحوظًا في أداء طلبة المدارس

خبراء لـ”صدى الشعب” نتائج برنامج التقييم الدولي محبطة للآمال لكنها واقعية

عويس: علينا التقدم بثقة لتحقيق إصلاح تعليمي فعّال وتطبيق استراتيجيات لرفع جودة التعليم

عبيدات، النتائج متوقعة والمؤشرات تدلل على فجوة وفقر تعليمي لدى الطلبة

صدى الشعب – سليمان أبو خرمة

أظهرت نتائج اختبار برنامج التقييم الدولي للطلبة “بيزا” في دورة عام 2022 انخفاضًا ملحوظًا في أداء طلبة الأردن ووفقًا للنتائج، تراجع أداؤهم بمقدار 39 نقطة في الرياضيات، 77 نقطة في القراءة، و54 نقطة في العلوم .

واستعرض خبراء تربويون هذه النتائج الصادمة بحديثهم لـ”صدى الشعب”، حيث أعربوا عن استيائهم، وأكدوا أهمية إجراء تحليل لمعرفة أسباب هذا التراجع الملحوظ، على الرغم من أنه شمل عدة دول أخرى .

وأشار الخبراء إلى عدة أسباب وراء هذا التراجع، حيث ركزوا على تراجع المستوى التعليمي في المدارس الأردنية كأحد أهم العوامل وعدم تطبيق الاستراتيجيات ارض الواقع.

وأكد الخبراء ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتحسين المستوى التعليمي وإصلاح النظام التعليمي في الأردن وتنفيذ استراتيجيات فاعلة تهدف إلى رفع جودة التعليم، مما يتطلب تدابير فورية ومستدامة لتحقيق تحسين شامل في مستوى تعلم الطلبة.

هذه النتائج تبرز أهمية التركيز على التعليم وتحديث السياسات التعليمية في الأردن، بما يضمن تحقيق مستقبل مشرق ومستدام للتعليم في البلاد.

وقال وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور وجيه عويس، إن النتائج محبطة للآمال الا انها واقعية، مؤكدًا أهمية التركيز في الوقت الحالي التطلع للمستقبل بدلاً من التحدث عن الأسباب التي قد تبرر الإخفاقات والفشل والتقصير..

وشدد على أهمية العودة برفع مستوى التعليم بمجملة، مشيراً إلى أن الأمر ليس مجرد اختبار في وزارة التربية والتعليم، بل يتعلق بمستوى العلم والتعليم الذي يجب أن يبدأ من الصف الأول وحتى الثانوية العامة .

وأكد، أن النتائج تدل على ضرورة العمل الجاد نحو المستقبل، وتطبيق الاستراتيجيات الموضوعة لإصلاح التعليم، مشيراً إلى أنه يتعين علينا التقدم بثقة وثبات خلال العقد القادم لتحقيق إصلاح تعليمي فعّال .

ولفت أن هناك استراتيجيات وسياسات منبثقة عن الأجندة الوطنية، وكان هدفها الرئيسي رفع مستوى التعليم، ومع ذلك، أوضحت المؤشرات في الأردن، أن هناك تراجعًا في جودة التعليم، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة لتنفيذ هذه الاستراتيجيات والمساءلة للمسؤولين عن النتائج .

وأشار إلى أن الفرصة لتحسين مستوى التعليم ما زالت متاحة في المستقبل، حيث أن وزارة التربية والتعليم تمتلك الخبرات والمعرفة الضرورية لكيفية رفع جودة التعليم، مشددًا على ضرورة إصلاح عملية التعليم، حيث أن النتائج لم تكن مفاجأة، لكن الأهم هو تحديد هدف واضح لرفع مستوى التعليم والعمل بجدية نحو تحقيقه .

وبين، أن قطاع التربية والتعليم في الأردن يعاني من نقص يصل إلى 10 آلاف معلم، مما أدى إلى اللجوء لتعبئة بالمعلمين الاضافي الذين لا يقدمون نفس الجودة التعليمية التي يقدمها المعلمون الأساسيون، مشيراً إلى أن هذه هي واحدة من القضايا الحاسمة والمهمة لمستوى التعليم .

وأوضح، أن الأهم من نتائج الامتحانات انها مؤشراً على جودة التعليم والحاجة الماسّة لإصلاحه، مشيرا الى ان عملية الإصلاح تحتاج إلى شخصيات جريئة واتخاذ قرارات جريئة، لتمكيننا من تجاوز نقاط الضعف الحالية.

من جانبه أكد الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، أن نتائج اختبار ‘بيزا’ تعتبر طبيعية للغاية، مشيرا ا إلى عدم وجود أي مفاجآت حيث كانت متوقعة بشكل كبير.

وأضاف، أن كل شخص في الأردن يدرك أن نظام التعليم في البلاد يحتاج إلى إصلاح، وحتى على المستوى الرسمي، هناك اعتراف بأن التعليم بحاجة ماسة إلى تغييرات هيكلية، ولكن هذه الإصلاحات لم تُنفذ بعد.

وأك،د أنه من الصعب التنبؤ من الواقع التعليمي الحالي نتائج إيجابية في الامتحانات، مشيراً إلى أن الأمر الأهم من نتائج الامتحانات الدولية هو تقييم أداء الطلاب في المدارس ومستواهم التعليمي داخلها.

وبين، أن هناك العديد من المؤشرات تشير إلى وجود فجوة تعليمية وفقر تعليمي لدى طلاب المدارس، حيث يظهر أن الطالب الذي يدرس لمدة 11 سنة يحصل على فائدة تعليمية تعادل 7 سنوات ونصف، مضيفا ان هذا يعني أن هناك جزءاً كبيراً من سنوات التعليم يضيع على الطلاب دون أن يستفيدوا منه بشكل كافٍ.

وأكد، أن النتائج الحالية تعكس نتيجة لمجموعة من العوامل التي زرعت، مُبيناً أن الأهمية ليست في النتائج ذاتها، بل في الأسس التي تم زرعها للوصول إلى هذه النتائج.

وأشار إلى أن ما تم زرعته يتضمن معلمين غير قادرين، كتباً غير مناسبة، وطرق تعليمية غير فعالة، بالإضافة إلى بيئة مدرسية غير مناسبة .

وأضاف، أن الأكثر خطورة، هو زراعة قيادات تربوية ضعيفة وغياب الاهتمام من قبل مجالس تربوية، مما يجعل من الصعب توقع الحصاد الإيجابي .

وأوضح، أن الأشخاص المسؤولين عن هذا الملف لا يملكون الرؤية التربوية، حيث أن إصلاح الوضع التعليمي يجب أن يبدأ من داخل الفصل الدراسي ومن المراحل الأساسية قبل المرحلة الثانوية ، مؤكدًا أهمية تمكين المعلم لنقل الرسالة التعليمية بشكل أفضل .