حازم الخالدي
لقد رأى العالم كله الوجه الحقيقي لأميركا والجانب المظلم لها ، ولم يعد هناك أدنى شك ما تضمره من نوايا في فلسطين والمنطقة العربية، التي لا تريد منها سوى نهب ثرواتها اقتصاديا والسيطرة عليها سياسيا.
الولايات المتحدة الأميركية التي استخدمت حق الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، لا تريد وقف الحرب في غزة ، ولا تريد للسلام أن يتحقق في المنطقة؛ لأنها شريك أساس في الحرب على غزة ، تقدم دعمها اللامحدود للكيان المحتل أمام صمت عالمي ، من أسلحة متطورة وصواريخ محرمة وبمختلف الأصناف، وتثبت أنها مصدر الشر في هذا العالم.. أميركا لا تريد وقف الحرب في غزة إلا بكارثة كبرى ..تريد بدعمها لإسرائيل، تمكين الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتخفيض الرقم الفلسطيني على حساب الرقم اليهودي.
هل يمكن لأميركا من هذا القرار الجائر، أن تجعل العالم يغض الطرف عن المعاناة في غزة، وما يجري من فظائع بربرية تعتبر جرائم حرب يجب معاقبة “إسرائيل” عليها وشريكتها أميركا على ما يقومان به من إجرام ..وهل يمكن أن نصدق بعد اليوم ادعاءات أميركا بأنها داعمة للحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، أم أن العالم سيدرك أن أميركا تتظاهر بأنها تدعم “حقوق الإنسان” من باب كسب الود والدعاية الزائفة ، وحقيقة أنها تتظاهر وتكذب على العالم لأنها مشاركة في ذبح الشعب الفلسطيني .
مشاهد مخزية حقًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد وقف إطلاق النار الدائم في غزة، وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت ، وكل الذين صوتوا لصالح وقف إطلاق النار لا قيمة لقرارهم ولا حتى للأمم المتحدة التي ظلت على مدى سنوات ترضخ للهيمنة الأميركية ،ولم يخرج أي صوت من القيادات السياسية لتعديل بنود الأمم المتحدة واستبدال (وحوش الأمم المتحدة)، التي تتحكم بالقرارات التي لم تطبق على مدى سنوات وظلت مثيرة للجدل لا تثير سوى النزاعات.
القرار الأميركي لن يكون في صالحها، فالمخاوف تتوسع بأن تمتد الحرب إلى مناطق أخرى ، والمخاوف الكبرى أن ينفجر الوضع في المنطقة وتوجه ضربة قوية لأميركا في المنطقة كما حدث لقوات المارينز التي كانت جزءا منها في بيروت عام 1983 ، بتفجير مبنى القوات المتعددة الجنسيات، وأدى ذلك إلى خروج هذه القوات من بيروت تجر أذيال الهزيمة ، وكما حدث في العراق وفي أفغانستان، ومتوقع أن تصل أميركا إلى هذا المصير خلال العدوان على غزة ، بعد أن تكشف كذبها وخداعها، ويمكن أنها تحتاج إلى ضربة قوية حتى تستفيق مما تقوم به من عداء لدول العالم وتشجيعها للإرهاب والقتل؛ وهي التي تصنع الحركات الارهابية كما صنعت (داعش) وغيرها من الجماعات.
في مواجهة الاجرام الصهيوني لا يمكنك تلطيف الكلمات، وأمام الدعم الأميركي للاجرام الصهيوني لا يمكن لك إلا أن تجرد ” زعيمة العالم” من الاخلاق