محمد قطيشات
كلمات أكررها على نفسي مئات المرات في اليوم..ولا أجد اجابات تسعفني، يفتحون أعينهم ويقولون لأنفسهم، نعم أنا حي أرزق، وأفراد عائلتي أحياء، نعم هذه أقصى أمنياتهم حقهم في الحياة..! حقهم بأن لا تسلب صواريخ الاحتلال منازلهم ويفقدون عائلاتهم !.
افتح هاتفي كالعادة، واتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وأرى “روح الروح”حفيدة تدعى ريم يمسك جثتها جدها يحضها ويقبلها، ويقول، هذه روح الروح، جد يبحث بين الحطام ليرى لعبة ريم فينفضها من بين حطام منزله، ويقول: هذه لعبت ريم.. وصلنا اليوم إلى أكثر من 17 ألفًا، وعدد مهول من المصابين..يتوقف العقل لوهلة من الزمن من فضاعة خبر كهذا، ما بين ليلة وضحاها ذنبك الوحيد أنك ما زلت في أرضك.
صواريخ الاحتلال تطلق وتستهدف كل ما هو تحت سماء غزة، وكل يوم معلنة المزيد من الشهداء، صواريخ مجهولة المنشأ، ويتوصل نهر الشهداء المتدفق جراء وحشية الاحتلال التي تنقل مباشرة تحت سمع وبصر العالم، ويبقى الصمت يخيم على دول العالم دون أن تقوى على تحريك ساكن.
صمود الغزيين وصبرهم، رغم الشرسة والتوحش الذي يمارس ضدهم، أحرج إسرائيل والدول الداعمة لممارساتها الإجرامية، ما أعاد بوصلة القضية إلى صدارة أولويات الأنظمة الديمقراطية، رغم أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط الأعراف والقوانين الدولية، وغم سياسة المعايير المزدوجة والصارخة والصمت الذي صمّ الآذان في وجه الحرب الصهيونية ومحاولات الرويات الاسرائيلية لتشوه الحقيقة واسكات شهود الحق.
ممارسات الاحتلال القمعية وتجرأو قواتها والمستوطنين اليهود المتطرفين واقتحاماتهم للمسجد الأقصى ومنعهم المصلين من الصلاة فيه ورفع الاذان، كانت الشرارة التي أشعلت فتيل تلك الحرب.. ولكن الصراع لم يبدأ في السابع من أكتوبر، ولكنه مستمر منذ 75 عاماً؛ وبما اشتمل عليه من قصص مؤلمة من الموت والدمار والتهجير..وتبقى غزة العزة..عنوان للفخر والبطولة وموئل الأحرار…!؟