غزة تسابق الزمن في انتشال جثامين عائلاتهم المتحللة تحت ركام الموت
المرصد “الأورومتوسطي” تراكم الجثث وتحللها يهدد بكارثة صحية وبيئة تلوح في غزة.
6 آلاف شهيد تحت أنقاض المباني على مدار 46 يوما من الحرب الدموية على قطاع غزة.
صدى الشعب – عرين مشاعلة
كشفت الهدنة المؤقتة بوقف أطلاق النار على قطاع غزة والتي بدأت الجمعة واستمرت أربعة أيام، حجم الدمار والكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب على قطاع غزة، حيث هرع آلاف الفلسطينيين إلى بيوتهم المدمرة لانتشال الجثث التي تحللت تحت الأنقاض دون القدرة على الوصول إليها وانتشالها لعدم وجود معدات تمكنهم من ذلك، واقتصر اعتمادهم على الأدوات البدائية، وتسابق طواقم الإسعاف وفرق المتطوعين الزمن لانتشال أكبر عدد من جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وسط مناشدات من داخل غزة إلى الدول العربية لإدخال معدلات ثقيلة تساعد في انتشال جثامين الشهداء.
ودعا المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، في بيان صحفي إلى ضرورة توجه طواقم إنقاذ أردنية ومصرية إلى قطاع غزة لدعم عمليات انتشال جثث الضحايا والبحث عن المفقودين من تحت أنقاض المباني المدمرة أسوة بمساهمتهم السابقة في مناطق أخرى، مؤكداً عدم القبول إقليمياً ودولياً باستمرار واقع افتقاد قطاع غزة لأدنى مقومات الإنقاذ ومشاهد الأهالي يبحثون عن أحبائهم بأيديهم العارية تحت الأنقاض والركام، وأن توفر الإمكانيات للطواقم المختصة كان ربما من شأنه إنقاذ المئات من الضحايا، حيث أكثر من 6 آلاف شهيد تحت أنقاض المباني التي دمرتها غارات جوية ومدفعية إسرائيلية على مدار 46 يوما من الحرب الدموية المستمرة على قطاع غزة.
وحث” المرصد “على ضرورة إدخال معدات إنقاذ الحياة والإسعاف كأولوية قصوى إلى طواقم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة في ظل إمكانياته المحدودة في مواجهة الأعباء الضخمة الملقاة على عاتقه منذ بدء الحرب على القطاع، لاسيما انه يفتقد لأدنى الخدمات اللازمة للبحث عن الجثث تحت الأنقاض، سواء جراء انعدام إمكانات عمال الإنقاذ والدفاع المدني أو بسبب الشلل الحاصل في عمل سيارات الإسعاف والطواقم الطبية لنفاد الوقود.
وأشار المرصد إلى أن الدفاع المدني في غزة الذي يضم نحو 800 عنصر، واستشهاد 25 منهم على الأقل في غارات إسرائيلية خلال الحرب الحالية، فيما تعرضت عدة مقرات ومركبات له للاستهداف المباشر وغير المباشر بالقصف.
وقبل الحرب الحالية، عانى الدفاع المدني من امتلاك فرقه الميدانية 30 مركبة إطفاء وإنقاذ فقط، ومركبة صهريج واحدة مع 4 سلالم هيدروليكية فقط، تعمل 3 منها بجودة متدنية، فيما تعطل الرابع لعدم وجود قطع غيار له .
ونبه المرصد “الأورومتوسطي” إلى أن تراكم آلاف الجثث وتحللها يهدد بالتسبب بتلوث صحي وبيئي خطير في قطاع غزة بما في ذلك تفشٍّ للبكتيريا والفيروسات، مما يؤدي إلى انتشار أوبئة مثل الكوليرا والسل وأمراض أخرى قد تضر بالجهاز المناعي.
ويكمن خطر آخر مضاعف نتيجة لتلوث إمدادات المياه بالجثث، باعتبار أن وجود الجثث قرب مرافق إمدادات المياه أو داخلها قد يسبب مشاكل صحية، كون الجثث قد تُفرز فضلات وتلوث مصادر المياه، وهو ما يؤدي إلى خطر الإسهال أو غيره من الأمراض.
وتتم الإشارة الى الأوضاع المأساوية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، وسط الدمار والحصار والجوع والبرد القارس الذي يتعرض له شعب باكمله،وسط شح المساعدات الأنسانية التي ادخلت الى قطاع غزة ، ومع اعلان الهدنة الأنسانية بين إسرائيل وحماس،و التي بدأت يوم الجمعة تمكنت الأمم المتحدة من توسيع نطاق توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وفي مختلف أنحائه،ولكنها لا تكفي أمام حجم الدمار في غزة .