حازم الخالدي
هناك خوف من “الهدنة ” ، التي توصل اليها الكيان المحتل مع المقاومة، لأن هذه الهدنة لم توقف القتال، ولم تحسم المعركة ؛ وستبُقي الباب مفتوحا لمزيد من القتل والدمار والتهجير ، والخوف أن لا تلتزم “إسرائيل” ببنود وقف إطلاق النار خلال المدة التي تم التوافق عليها.
والخوف من هذه الهدنة؛ أن تُعيد ” إسرائيل ” ترتيب أوراقها مجددا بعد أن فشلت خلال العدوان من الوصول إلى مركز قيادة المقاومة ، ولم تنجح في تحرير ولو شخص واحد من الرهائن لدى المقاومة الفلسطينية ، فاتجهت لتحقيق مكاسب معنوية أمام شعبها المشبع في الدماء والقتل والكذب والافتراءات إلى قصف المدنيين وساحات المستشفيات تحت ذرائع وادعاءات كاذبة، وسننتظر كذبة جديدة من “إسرائيل ” التي لا يمكن الوثوق بها ، لتستخدمها كمبرر في شن هجمات جديدة وربما عمليات اغتيال لقادة المقاومة عجزت عن الوصول اليهم ، ويمكن أن تقوم “إسرائيل” بقتل عدد من الأسرى الفلسطينيين المتوقع الافراج عنهم وسبق أن فعلت ذلك ، لترسل رسالة إلى العالم، بأن وجودهم في سجون الاحتلال أكثر حماية من إطلاق سراحهم.
عندما لا تحقق “إسرائيل” أهدافها تلجأ إلى أساليب أخرى، من أجل الحصول على مكاسب، هناك بند خطير في اتفاق الهدنة وهو أن الفلسطينيين الذين اجبروا على الخروج من مناطقهم في الشمال إلى جنوب غزة؛ لن يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم.
طبعا “إسرائيل ” أيضا لها حساباتها من هذه الصفقة التي أجبرت عليها، لأسباب كثيرة وأهمها فشلها في الحرب، فهي صفقة ستضعها أمام تحديات وتخوفات مستقبلية ، أعادتها إلى صفقات سابقة لم تحقق فيها مكاسب، كما حصل في صفقة إطلاق أسرى فلسطينيين عام 2011 ، حيث تم إطلاق سراح 1027 أسيرا أمنيا مقابل الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في عام 2006، ومن بين
المفرج عنهم حسام بدران، الذي يشغل الآن منصب المتحدث باسم الحركة في قطر، ويحيى السنوار زعيم حماس في قطاع غزة، لذلك فإن بعض القادة الإسرائيليين يريدون أن لا تتكرر مثل هذه الصفقة، حتى لا يخرج لها قادة جدد أكثر قوة .
ما نريده من هذه الهدنة أن يعود 1.5 مليون مواطن فلسطيني شردوا من منازلهم في قطاع غزة إلى بيوتهم.
فنحن مع استدامة الجهود لوضع حد لهذه الحرب، بحيث يكون وقف الحرب هو الأولوية قبل تحقيق أي مكاسب آنية، أو أي مكاسب مؤقته، لأن تحرير الأرض هو المكسب لدحر هذا الاحتلال.