حازم الخالدي
غزة تُحرم من الوقود كما حُرمت من الماء والكهرباء والغذاء، وهذه جريمة يرتكبها الاحتلال كما بقية الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة، بحق المدنيين من قتل وتدمير بيوت وحصار للمستشفيات واقتحام بعضها كما اقتحم مستشفى الشفاء الطبي.
قوات الاحتلال الصهيوني تبرر عملية منعها لادخال الوقود إلى غزة ، كون هذه المادة يمكن أن تستخدمها (حماس)، في تصنيع الأسلحة ، وهي رواية كاذبة من الاحتلال كما بقية الروايات والافتراءات التي يسوقها للعالم، وكما يسوق أيضًا رواية بأن (حماس) تستخدم المستشفيات في قطاع غزة كمراكز قيادة ، بما في ذلك مستشفى الشفاء، حيث شاهد العالم أبشع عملية عسكرية لمركز طبية واحتجاز ما فيه من مرضى .
هذا هو الاجرام الحقيقي الذي تقوم به “إسرائيل” وحليفتها اميركا التي سبق أن مارست نفس الدور غيرالإنساني خلال حصارها الظالم على العراق ..نفس الغطرسة والوحشية التي يمارسها المحتل الصهيوني.
فأثناء الحصار الظالم على العراق ، منعت الولايات المتحدة الأميركية دخول أقلام الرصاص التي يستخدمها الطلبة في المدارس، إلى العراق وفرضت رقابة صارمة برا وبحرا وجوا على أي منتجات تدخل إلى القطر العراقي ، وذلك بحجة أن مادة الرصاص تستخدم في صناعة الأسلحة الكيماوية، فما كان من اللجان الشعبية العربية المناصرة للعراق إلى أن بادرت بتنفيذ حملات مساندة للعراق ، فتم تنفيذ حملة في الأردن لجمع مليون قلم رصاص لطلبة العراق وذلك في العام 2000 ، وقتها ذهبت كأعلامي مرافقا لوفد شعبي وإعلامي إلى بغداد، وحملنا معنا عبر الحدود البرية ثلاثة ملايين قلم رصاص جمعتها اللجنة، في رسالة عميقة لخرق الحصار الظالم الذي استمر أكثر من 10 سنوات، وتبع هذه الحملة العديد من الحملات لإدخال أقلام رصاص ومواد غذائية إلى العراق.
وحشية الاحتلال واحدة سواء الكيان الغاصب أو حليفة الدائم أميركا، وهما الآن يشنان حرب واسعة على غزة القطاع الصغير، فيمنعان دخول الوقود إلى المستشفيات والمخابز وقطاعات أخرى تحتاج هذه المادة تحت ذريعة أن هذه المادة يمكن أن تصل إلى إيدي (حماس) ، ولا أحد يتجرأ لإدخال هذه المادة التي تعتبر من المواد الأساسية وخاصة للمستشفيات وللمواطنين في فصل الشتاء مع العلم أنها مخزون هائل في أرضنا العربية، هذه أسوأ وحشية في التاريخ.
لا أعتقد الآن أن العرب يمكن أن يفكروا بحملة لتزويد غزة بالوقود، فحالة الصمت مريبة ولا تجعلهم يتنفسون، ولكن عليهم أن يدركوا أن أمامنا مرحلة مفصلية، لا نعرف أين سنتجه فيها ولا نعرف أين سيكون مكاننا وخاصة في حال نجحت المخططات الصهيونية في تفريغ الأرض الفلسطينية وتهجير المواطنين.
بإمكاننا في كل البلاد العربية تنفيذ حملات إعلامية للتضامن مع غزة وانتشالها من هذه المحنة، ولكن أمتنا نائمة ولا حراك فيها..
ستنتهي الحرب وكما ظهر زيف وكذب الولايات المتحدة في العراق؛ سيظهر كذب الاحتلال الإسرائيلي في غزة ، وبطلان كل الادعاءات التي يسوقها أمام العالم، وكما خسرت “إسرائيل” حربها الإعلامية ستخسر الحرب العسكرية غير الأخلاقية ، وسيعرف العالم أن كذبها لم يعد مقبولا ،وأن ما تدعيه ليس سوى شرور لا تعرف حدودا.