القاضي : قتل الصحفيين بدم بارد واستهداف أسرهم هي أساليب ضغط نفسي
جامعة اليرموك بدأت منذ اليوم الأول”لطوفان الأقصى” بتنظيم الفعاليات والوقفات دعمًا لغزة
الحريات الإعلامية “أكذوبه” وضعت لخدمة مصالح الدول ومخططاتها
صدى الشعب – عرين مشاعله
رغم وجود الكثير من القوانين والتشريعات والأنظمة في العالم التي تضمن سلامة الصحفيين وتسهيل مهامهم في الحصول على المعلومة، فإن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على استهدافهم والتضييق عليهم بالانتقام من عائلاتهم وأطفالهم، ويضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية ،لإبادتهم وتكميم أفواههم في نقل وحشيتهم وجرائمهم الدموية من خلال التنكيل بالشعب الفلسطيني الأعزل.
ويؤكد عميد كلية الأعلام في جامعة اليرموك الدكتور أمجد القاضي على ضرورة حمايتهم، خاصة في الظروف الاستثنائية، كما هو الحال في غزة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل من حرب إبادة من قبل جيش الاحتلال الصهويني الغاشم.
وعادة ما يكون تنظيم للصحفيين في مثل هذه الظروف من حيث أماكن تواجدهم المعروفة والمحمية وبالتالي واجب الدول المعنية كإسرائيل تضمن سلامتهم ولكن للأسف العالم الغربي وخاصة على رأسهم الولايات المتحدة الأميركية يتغنوا بالحريات الإعلامية على مدار عقود طويلة ويتم الضغط على دول العالم الثالث لتنفيذ مشاريع استعمارية وسياسية.
وأضاف القاضي، أنه وعلى ضوء ذلك تبدأ المقارنة وتصديق الأكذوبة أن لديهم حريات إعلامية وهي بالأصل غير موجودة لديهم ،ولذلك فإان ما يجري في الولايات المتحدة وغيرها من الدول خاصة في الإعلام السياسي، هو إعلام معد مسبقًا ومخطط لخدمة مصالح الدولة والحزب الحاكم ،بالعكس تمامًا الإعلام في الدول العربية إعلام “فزعات “ومنظم ومدروس له مخططاته ووسائله وآليات ترخيصه وهذا ما يفتقده الإعلام في الولايات المتحدة الأميركية، لا يوجد حريات بالشكل المطلق، وإنما هي حريات موجهة ومسيسة ولذلك فإن مقاييس ومعايير الحريات العالمية لديهم هي من تنطبق على مجتمعاتهم دون الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المجتمعات العربية .
وأضاف القاضي، أنه ومع كل الإرهاصات بإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بحروبها الكثيرة في العراق وليبيا وغيرها من الحروب تعمدوا في ذلك لاستهداف المناطق التي يتواجد بها الصحفيين لأنها تحمل الرسالة الإعلامية ووجهة نظر مختلفة لا يرغبون بنشرها وبيانها للرأي العام ،خاصة إذا كان الإعلام يقوم على التفاعلية ولذلك يرفضوا الرأي والرأي الأخر عندما يتعلق بما يناسب ويخدم مصالحهم ومجتمعاتهم، وما يتعلق بالمجتمعات الأخرى نتيجة النظرة السوداوية والاستعمارية التي هي ضمن عقليتهم التي لم تتغير بالرغم من تغير الأدوات والأساليب .
ولذلك فان الاعتداء المستمر على الصحفيين وقتلهم بدم بارد والتضييق عليهم واستهداف أسرهم وعائلاتهم هذه العمليات هي أساليب ضغط وتأثير نفسي على الإعلاميين والصحفيين حتى تثنيهم عن أداء دورهم ومهامهم في نقل وحشيتهم وجرائمهم .
وأشار الدكتور القاضي إلى أن الحرب الإعلامية النفسية تسبق المعارك وتتلوها كما اعتادت دولة الاحتلال عبر السنوات الماضية بتوجيه رسائل من خلال الدعاية، حيث أن الإنسان العربي وقتها يعاني من شح المعلومات وعدم التوعية في تلك الفترة لذلك يتم تصديق هذه المعلومات، ولكن مع تطور وسائل الأعلام وتطور التجارب وإرادة الشعوب بالبقاء والمقاومة والصمود ونتيجة الاحتكاك اليومي بين أبناء فلسطين بشكل عام وأبناء غزة بشكل خاص مع الاحتلال الصهيوني أصبحوا أكثر معرفة ودراية بأساليبهم ووسائلهم خاصة أنهم شعب صاحب قضية وإيمانهم بقضيتهم ونتيجة الإيمان والوعي تم إدارة الحرب بطريقة إعلامية متميزة منذ بدء طوفان الأقصى وغيرها من البطولات السابقة التي قادتها المقاومة لتثبت للعالم حقهم في الأرض وإقامة دولتهم الحرة المستقلة ، كما أن دول العالم الغربي أصبحت تدرك ذلك بالرغم من عقلية الدول الاستعمارية ، لافتًا إلى أهمية نقل الرسالة الإعلامية بكافة اللغات التي يفهمها الدول الغربية والتركيز على انتقاء المفردات والكلمات القوية التي لها صدى عند تلك الشعوب .
كما لفت القاضي إلى أن خطابات أبو عبيدة التي تعتمد على الحرب النفسية ورفع المعنويات للشعب الفلسطيني بصورة قوية لما لها من أهمية والتأثير على معنوياتهم ولذلك فان إعلام المقاومة إعلام جيد ومنظم استندوا على الواقع في ما تخطط له “إسرائيل” وسيظهر لنا في المستقبل ان الخسائر كبيرة في جيش الاحتلال لا يقتصر فقط على الاقتصاد والسياحة وإنما سقوط هيبة “إسرائيل” وأن صورتهم تحطمت وترميمها صعب، إضافة إلى خسائر من قتلى وجرحى وأسرى وأكثر ما أعلن عنه ولذلك فان المقاومة تنشرها بعقلانية مستندة على الحرب النفسية لجيش الاحتلال، وظهر ذلك جليًا في إدارة المقاومة للحرب وبالرغم من الإمكانيات المتطورة والتكنولوجية للجيش الاحتلال إلا أن المقاومة استطاعت من مباغتة يوميًا وعلى مرات عدة، ولذلك فان الإعلام يعكس دائما قوة ذاتية ويعكس القوة المحيطة به والقوة المحيطة ليست بقوة الولايات المتحدة وبوارجها والقوى المساندة لإسرائيل وإنما لجيش مدرب استطاعوا من لا شي أن تنتصر المقاومة وكسر إدارة جيش الاحتلال وهيبته .
وحول إمكانية الدول العربية توفير الحماية للصحفيين، أكد القاضي في ظل التفرقة العربية لن يتم توفير حماية للصحفيين كما ينبغي ولكن إذا توحد العالم العربي خاصة في مجال الإعلام وفضح ممارسات “إسرائيل” و كافة الدول التي تساندها وإذا كان لديهم موقف واحد وقوة إعلامية منظمة يمكن توفير حماية للصحفيين كأقل تقدير.
ولفت إلى أن اتحاد الصحفيين العرب بحاجة إلى إعادة تفعيل واستقلالية ويخرج عن توجهات السياسية للدول ويتبنى قضية الإنسان العربي اينما كانت ويعمل بمهنية وبطريقة علمية ومنظمة أكثر ، لا يقتصر دورها فقط على الزيارات والاجتماعات التي لا تجدي وليس لها تأثير.
كما دعا القاضي الصحفيين إلى الإيمان بقضيتهم المركزية وهي القضية الفلسطينية وضرورة الفهم والتثقيف بالمعلومات القانونية والتشريعية وإعادة تأهيل وتدريب تحويلي للانتقال من وسائل الإعلام التقليدية الحديثة وخاصة الذكاء الاصطناعي .
وشدد على دور وسائل الإعلام المحلية الرسمية والخاصة من الإعلام المقروء والمرئي والمسموع في تغطية أحداث طوفان الأقصى فكان لها الدور المشرف من خلال المتابعة المباشرة عبر مراسيلها لما يحدث في غزة وكافة الأراضي الفلسطينية.
وبين القاضي إلى دور جامعة اليرموك منذ بداية طوفان الأقصى في تنظيم الفعاليات الطلابية والندوات والأنشطة المختلفة والمستمرة تضامنا مع الأشقاء في غزة إضافة الى استمرار حملات التبرع بالدم مؤكدا أن الشعب الأردني جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية ومصيرنا واحد والقضية عقائدية لم ولن نتنازل عن شبر واحد من أراضيها .
بالرغم مما يتعرض له الصحفيين من قتل، وإبادة، وتهجير فان مسيرة الإعلام لن توقف ولن يسكت صوت الحق، ولن تنطفي الصورة، وصوت الحقيقة لن يموت بالرغم من استشهاد الفلسطينيين، من استشهد سيسلم الراية لزميله وسيواصل في نقل مجازر الاحتلال الصهويني الغاشم ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني.