حازم الخالدي –
رغم الهمجية التي يمارسها الاحتلال في غزة والجرائم البشعة التي ترتكب ضد الأطفال والنساء والمدنيين، ممنوع أن تنتقد الكيان المحتل ، فهم من أبناء” شعب الله المختار”، وممنوع أن تهاجمهم أو تحاسبهم، فيحق لهؤلاء أن يقتلوا ويدمروا ويعيثوا في الأرض فسادا، فهم مستمرون في قتل الشعب الفلسطيني في غزة منذ أكثر من شهر، دون أي رادع من أحد، لا بل أنهم يجدون التشجيع وبالذات من الولايات المتحدة الاميركية ودول أوروبية وأخرى .
هذا الدعم الغربي جعلهم يتمردون ، ويحاسبون كل من يحاول النيل منهم أو الاقتراب من أعمالهم ، هم فئة متمردة أٌقرب إلى العصابة ، التي لا تسأل بدولة أو منظمة دولية أو قانون إنساني، أو كلمة منصف، فقد رأينا رد فعلهم على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصف الوضع في غزة بأن قطاع غزة،” أصبح مقبرة للأطفال، حيث يقتل أو يصاب المئات من الفتيات والفتيان يوميا، وأعرب عن قلقه العميق إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي في غزة.”
هذا الكلام من الأمين العام لم يعجب الكيان الغاصب ولم يعجب مسؤوليه، حيث اعتبر سفير الكيان المحتل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان، أن ما عبر عنه الأمين العام ( وهي حقائق أثارت الرأي العام العالمي)، لا تسند إلى حقائق، موجها الكلام إلى الأمين العام بأنه “فقد بوصلته الأخلاقية”، وكأن أعمال القتل والدمار التي يقوم بها الاحتلال تتفق مع الاخلاق.
الحملة ضد الأمين العام وغيره ممن يتكلم بالحقائق، لم تتوقف ،فالاحتلال يوجه رسالته إلى الأمين العام ” بأنه بعد مرور أكثر من 30 يوما على الحرب على غزة، منذ أن تم ذبح أطفال جنوب “إسرائيل” عمدا على يد حماس، لكنك يا غوتيريش لم تقل شيئا عن مقبرة الأطفال التي حدثت في جنوب “إسرائيل”، لقد فقدت بوصلتك الأخلاقية، ولا يمكنك أن تظل أمينا عاما، ولو لدقيقة أخرى”.
يعني أن المناصب بيد الصهاينة ،يضعون ما يريدون ويُنحون ما يريدون ، مع أن ما يدعون به بعيد عن الواقع فالمقارنة مزيفة وغير أخلاقية، وتثبت أن من فقد بوصلته هو الاحتلال الذي يتحكم في السياسيات الدولية يعني الآن يريدون من الأمين العام الاستقالة فورا ،فقط لأنه قال الحقيقة ولم يخضع لإرادة الصهيونية وحليفتها أميركا التي تساندها وتدعمها، ولولا هذا الدعم لما بقي هذا الكيان الهش الذي يمارس البربرية في قتل الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
على العالم اليوم أن يتحرر من الهيمنة وأن يتحد ضد الهمجية وضد الصهيونية ومعها أميركا والغرب ، الذين يرفضون حتى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر الذي وصل إلى مرحلة الجوع، وعلى العالم أن يقول كلمته بكل قوة وعليه وقف الابادة الجماعية لذلك يجب أن يتوقف القتل.