حازم الخالدي
الجرح الفلسطيني ما زال ينزف دما، هذه هي غزة أمام العالم الذي لم يعد يسمع ولا يشاهد ما ترتكبه ” إسرائيل ” من جرائم وحشية وبربرية لم يعرف العالم مثيلا لها.
ذكريات الجرح الفلسطيني تتواصل وتتكرر بنفس الأدوات، والفلسطينيون في كل يوم يُحيون هذه الذكريات التي لن تتوقف ما دام هناك احتلال بغيض وبشع، فقد كانت أمس الذكرى ال 67 لمجزرة (كفر قاسم)، التي وقعت في 29 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1956، عشية العدوان الثلاثي على مصر والتي تشاركت بها كل من “إسرائيل” وفرنسا وبريطانيا ، واستشهد بها 49 فلسطينيا كانوا عائدين من العمل إلى بلدتهم بادعاء أنهم لم يلتزموا بالأمر العسكري، مع أن التحقيقات أثبتت أنهم لم يكونوا يعلمون بوجود أي أمر عسكري، فأمر قائد الفرقة العسكرية بـ’قتلهم ‘ وعندما استفسر أحد الجنود عن معنى هذه الكلمة قال له ‘الله يرحمهم’.
الكيان البغيض لا يأبه لكل جريمة يرتكبها، ما دام العالم الحر يعطيه يمنحه الدعم والتغطية.
طبعا في كل عام يحيي أبناء كفر قاسم، البلدة التي تقع في منطقة الجليل في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48، مطالبين سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتراف بهذه الجريمة وتحمل مسؤولية المجزرة والاعتذار عنها.
الجريمة تتكرر ما دام هناك احتلال ، لا بل أن الجرائم تزداد بشاعة أمام ضوء الشمس، أمام العالم الذي يدعي الحرية، ولا تحتاج كل الجرائم التي ترتكب في غزة، إلى اعترافات ولا تحقيقات ولا حتى أي أدلة ، لأنها ترتكب مباشرة على شاشات التلفزة التي أصبحت تنقل هذه الجرائم في بث حي، وللأسف أن العالم يغمض عينيه، متجاهلا ما ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني، التي لم تنتصر في حربها مع الحرب منذ أكثر من 75 عاما سوى بالجريمة والمجازر، التي هدفها ترويع الناس وتهجيرهم من بلادهم.
ما زالت ” إسرائيل ” ترتكب الجرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني ،ليس في كفر قاسم فقط، ولكن في كل محطات النكبات الفلسطينية، منذ عام 48، والجرائم التي ارتكبت في عام 67، وفي الحرم الإبراهيمي، والقدس وجنين، وصبرا وشاتيلا، وجرائم لا تعد ولا تحصى وما زالت دماء الشهداء تروي أرض فلسطين الطاهرة شرفا وكبرياء، ورغم كل الجرائم التي ارتكبت ما تزال” إسرائيل” تتملص من كل جرائمها وتتقل الفلسطينيين الذين يتشبثون بأرضهم بدم بارد.
لن يتوقف الجرح الفلسطيني وسيظل ينبت شهادة ما دام الاحتلال جائمًا على الأرض.