خبيرة الإعلام الرقمي العناتي: انقطاع الاتصال عن غزة سياسة ممنهجة لمنع نقل جرائم الاحتلال للعالم
الخالدي: الآلة الإعلامية الصهيونية تعمل على تزييف الحقائق ونشر الأخبار الكاذبة
صدى الشعب – رغد الدحمس
يتحدى الصحفيون في غزة كل الظروف لنقل الأحداث بموضوعية وواقعية رغم كل التحديات الصعبة والتي قد تكون نتائجها مؤلمة ومحزنة، حيث يبذل فرسان الحقيقة قصارى جهودهم لنقل حقيقة ما يجري على أرض غزة من جرائم وحشية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، وتدمير المنازل والبنى التحتية.
الاستهداف الممنهج للصحفيين والإعلاميين وأسرهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي جاء لإرهابهم وقتل المعنوية لديهم، لثنيهم عن نقل الفظائع والمجازر التي يرتكبها، بلا ضمير أو أخلاق، ولإخفاء الحقيقة وطمس معالم هذه البشاعات التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا، وكان آخرها استشهاد عدد من أفراد أسرة الزميل وائل الدحدوح مراسل الجزيرة في غزة.
وقالت الدكتورة مي العناتي، إن انقطاع الاتصال على أهالي غزة في وقت لم يسبق له مثل هذا القصف الشديد والكثيف على غزة، هو باعتبار انقطاع أخبار وتواصل شعب كامل عن العالم، كما أن السبب في هذا الانقطاع حتى لا يتم نقل الصورة الصحيحة والبشعة والشنيعة بالنسبة لجيش الاحتلال الصهيوني ومدى ارتكابهم هذه الجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان والتي يجب أن يعاقب عليها لاحقًا من منظمات حقوق الإنسان، أما بالنسبة لما حدث لعائلة الصحفي وائل دحدوح هو عينة من عينات الصحفيين الكثيرين الذين يقومون بتغطية أماكن الحروب والأزمات، حيث أنه أكثر من صحفي تم اعتقاله أو استشهاده، مثل الصحفية شيرين أبو عاقلة فلم يكن بشيء جديد يكفي بالنسبة لروحهم القوية والمعنوية أن يقول الدحدوح “معلش فدى الأراضي الفلسطينية والقدس والأقصى”.
وأضافت الدكتورة العناتي، أن آلة الحرب الإسرائيلية لم تستثنِ الصحفيين الفلسطينيين ومقراتهم الإعلامية في قطاع غزة رغم الحماية الدولية التي يتمتعون بها، مشيرة إلى عدد من القوانين الدولية التي صدرت لحماية الصحفيين وتمكينهم من الدفاع عن حقوقهم في زمن السلم وحالات الحرب والنزاعات العسكرية، ومنها إعلان جوهانسبرغ 2002 للأمن القومي وحرية الوصول للمعلومات، والذي أيد الحق في الوصول للمعلومات، باعتباره من الحقوق الضرورية لضمان التمتع بالحق في حرية الرأي والتعبير، والتقرير الخاص للأمم المتحدة حول حرية الرأي والتعبير 1993 والميثاق العربي لحقوق الإنسان 2004، والقانون الدولي الإنساني، والذي أكد أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين.
وقال الزميل حازم الخالدي، إن الآلة الإعلامية الصهيونية ما زالت تعمل على تزييف الحقائق ونشر الأخبار الكاذبة التي تريد منها كسب تأييد الرأي العام العالمي، مؤكدًا أن العدوان على غزة وبالذات ما يتعلق بالإعلام يشكل بالنسبة للعرب والفلسطينيين معركة لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية..نجح الأعداء فيها في مختلف المراحل في غياب الإعلام العربي وفرديته ومحدودية تأثيره وعدم قدرته على إيصال صوته إلى العالم.
في هذه الحرب استمرت الصهيونية في عملها في تزييف الحقائق، حيث تروج الأخبار الكاذبة، وتنشر الصور والفيديوهات المشوهة، وفي مختلف المواقف، مثلما ادعت أن مقاتلي حماس في هجومهم على غلاف غزة قتلوا الأطفال والنساء وقطعوا رؤوسهم ، وبدأ الغرب يروج لهذه الدعاية وخاصة أن كبرى الصحف الأميركية هي مملوكة ليهود ..وردد مسؤولون أميركيون مثل هذه الأخبار دون أن تظهر صورة واحدة لقتل الأطفال.
ويبين الخالدي، أنه تم نشر بعض الصور لفتيات خلال الحفل الليلي الذي أقيم في إحدى مستوطنات غلاف غزة، وادعت بعض الصحف أن مقاتلي حماس قاموا بقتلهن دون أن تكتمل صورة القتل ، حيث أدركت بعض وسائل الإعلام فيما بعد أن الصورة كانت منقوصة.
وقال، إن وسائل الإعلام الغربية الموالية للصهيونية في نشر الصور وبث الأخبار التي تظهر القتلى أو المصابين اليهود، ولكنها لا تنشر أي صور لمدنيين فلسطينيين هُدمت عليهم بيوتهم، ولم تظهر عمليات الإبادة الجماعية للسكان الذين يُقتلون بالعشرات، حتى أن بعض العائلات تم إبادتها عن بكرة ابيها، كما لم تظهر صور الدمار للمستشفيات والمساجد التي قصفت، ولم تظهر صور اللجوء الجديد لنحو مليوني إنسان تريد ” إسرائيل ” إخراجهم من بيوتهم.
وأكد، أن الاحتلال البغيض يعتمد على تشويه الحقائق وأحيانًا المبالغة والكذب، وبالذات عندما يركز في أخباره وصوره على الفتيات لكسب تأييد وتعاطف المجتمع الدولي من الناحية الإنسانية، حتى أن مثل هذه المعلومات يتم تمريرها على البعض من العرب ممن يجهل تاريخ الصهيونية ويجهل تاريخ فلسطين، ويجهل أنه لا يوجد إسرائيلي لا يحمل رقم عسكري سواء فتاة أو شاب أو كهل ، مما يعني أنه لا يوجد شيء اسمه “مدني يهودي بريء”، فكلهم يمسكون السلاح ويختارون صهيونيتهم لقتل العرب، ويكتبون على الحيطان ” نعم لقتل العرب”.
وللأسف أن الإعلام العربي أثبت فشله وضعفه على مختلف المستويات، ولا يستطيع أن يقنع الناس بكل طروحاته، فيما تختار وسائل الاعلام الغربية أجندتها وأيديولوجياتها بكل دقة وعناية لغسل أدمغة الناس وكسب تأييدهم في أي موقف كان.
ما تقوم به ” إسرائيل”، هذا الكيان الذي يرتكب الجرائم دون أي رادع، ويتمرد على كل القوانين والأعراف الإنسانية، يحتاج إلى فهم عميق من المؤسسات الإعلامية العربية التي عليها أن تتكاتف وتعمل ضمن خطة عربية موحدة لفضح هذا الزيف الذي يقوم به الاحتلال، الذي يعتمد على الدعاية ، والكذب منذ بداية حرب غزة لكسب تعاطف الرأي العالم العالمي.
وكان صحفيون في عدد من المؤسسات الصحفية والمواقع الالكترونية نفذوا وقفة تضامنية أمام نقابتهم نصرة لأهالي غزة وتنديداً بالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل منذ السابع من تشرين الأول الجاري والتي أودت بحياة الآلاف من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء.
وحيا الزملاء المشاركون في الوقفة صمود أبناء الشعب الفلسطيني الأسطوري ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونددوا بالصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال التي ترتكب ضد المدنيين العزل .
وأكد عدد من الزملاء في كلماتهم، اعتزازهم بالتضحيات التي يقدمها الأشقاء الفلسطينيون دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك وفلسطين، معبرين عن رفضهم واستنكارهم وإدانتهم لهذا العدوان الغاشم على قطاع غزة، وجرائمه البشعة ضد المدنيين، واستهداف الصحفيين، ومنهم أفراد عائلة مراسل قناة الجزيرة في غزة الزميل وائل الدحدوح، واستشهاد زوجته وابنه وابنته وحفيده وعدد آخر من عائلته في قصف إسرائيلي، إضافة إلى استهداف العديد من الزملاء وعائلاتهم والذين استشهدوا ثمنًا لمهنة نقل الحقيقة.
وأشاروا إلى أن استهداف الاحتلال للصحفيين محاولة لإخافتهم وإبعادهم عن الميدان ونقل حقيقة الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة من قتل وتشريد ودمار وإبادة جماعية، ومحاولة من الاحتلال للتفرد بنقل الأكاذيب وطمس الحقيقة، معبرين عن اعتزازهم بالزملاء الصحفيين في غزة والذين قدموا التضحيات ثمنًا لأمانتهم بنقل ما يجري من جرائم في غزة .
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الثاني والعشرين على التوالي، حيث ارتفع عدد الشهداء في القطاع إلى أكثر من 8306 شهداء، ، بينهم أكثر من 3457 طفلا و2163 سيدات، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 21048 جريحا، إضافة إلى نحو آلاف المفقودين تحت الأنقاض.