حازم الخالدي
لا أحد يزور غزة ولا أحد يتجرأ ليقترب من حدودها سوى الصواريخ التي يطلقها الاحتلال، وليس لنا سوى أن ننظر إلى النهايات المأساوية التي تحدث وإلى إحصاء أعداد الشهداء الذين تراق دماؤهم يوميا، بانتظار الجزء الأخير من هذه الحرب ، وهي الحرب البرية وما تفضي عنه من نتائج ولعل أبرزها عملية التهجير التي ربما لم تنته مفاوضاتها بعد.
التأييد المطلق الذي أخذته ” إسرائيل ” من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية، جعلها تتجاوز كل القوانين والأعراف ، وتكثف غاراتها وقصفها وبالذات على المدنيين والمستشفيات ومراكز الاغاثة والتموين حتى وصلت العمليات العسكرية إلى المخابز لحرمان أهالي غزة؛ ليس من الماء والكهرباء والوقود وإنما من الطعام.
كل الرؤساء الذين يتعاطفون مع ” إسرائيل”، جاءوا اليها ليمنحوها القوة بغض النظر عن النتائج ، كل الأجهزة الاستخبارية بدأت تشتغل في محيط غزة ، لتدميرها وإنها حركة المقاومة الفلسطينية منها، الرئيس الاميركي جاء إلى “إسرائيل” متضامنًا معها ، وأعلنها صراحة تمسكه بهذا الكيان وحمايته إلى الأبد، وبعضنا لا يتردد صراحة بإدانه حماس واستنكار ما فعلته في غلاف غزة، لا بل أكثر من ذلك بوصفها حركة ارهابية، والمستشار الألماني أولاف شولتس جاء إلى ” إسرائيل” متضامنا معها ومصرا على تسديد فاتورة المحرقة اليهودية الوهمية منذ الحرب العالمية الثانية، وبعد رعاة البقر ، جاء عبدة البقر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إلى ” إسرائيل” ليعلن تأييده إلى هذا الكيان الذي زرعته دولته على أرض فلسطين، وجاء الرئيس الفرنسي إلى “إسرائيل” ،ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني.. وما تزال خطوط المواصلات مفتوحة لمزيد من التأييد لهذا الكيان الغاصب فيما نحن علينا أن لا نظهر تعاطفنا مع غزة،وكأننا ندعم الارهاب فيها ، متناسين حق الشعوب في الدفاع عن أرضها وأعراضها، وحقها في العودة إلى الأراضي التي شردت منها، أما وحدة الدم والأرض والمصير المشترك كلها أصبح من الذاكرة.
كلهم حضروا إلى أرض ليست أرضهم، حضروا لحماية دولة مغتصبة وعصابة ما تزال تمارس القتل والاجرام والتطهير العراقي، حضروا متمسكين بتاريخهم الأسود لزراعة هذا الكيان متجاهلين عذاب وأحزان ومرارة سنوات التهجير والتشريد والقتل والدمار وكأن شيئا لم يكن، فالألم لا يشعر به سوى صاحبه.
الأكثر مرارة فيما يجري؛ تلك الأصوات الغربية التي تخرج من هنا وهناك، ومعها للأٍسف أصوات عربية على مواقع التواصل الاجتماعي، تروج للرواية الإسرائيلية التي تدعم استخدام القوة ضد المدنيين وتبررها وتبرر فعل الظالم على المظلوم، فيما تدين كل مقاومة من جانب المضطهدين باعتبارها أن مقاومتهم عمل إرهابي.
“إسرائيل” والغرب الذي يدعمها، ومعهم الاعلام الغربي أيضا الذي يعمل بخدمتهم، يتجاهلون أي رسالة مؤثرة تتعاطف من الفلسطينيين أو تظهر حقيقية الصراع .
للأسف أن الغرب في الخطوط الأمامية مع ” إسرائيل” ونحن نختفي من المشهد.