حازم الخالدي
البعض يتحدث عن قوة المقاومة الفلسطينية في غزة، وما تمتلكه من ترسانة من الأسلحة المختلفة ، حيث ينشر البعض من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أنواعا من الأسلحة الثقيلة والصواريخ التي ستدمر العدو، والبعض يبالغ في حجم الأسلحة وقوتها، وخاصة ما يتعلق بالصواريخ والمعدات الحربية وشبكة الاتصالات التي تمتلكها والتي يمكن أن تعطل أجهزة العدو، وكذلك الانفاق التي تمتلكها حماس تحت الأرض داخل غزة ، حتى أن البعض يؤكد أن حماس تمتلك مدنا تحت الأرض وأن مسلحيها يمكن أن يخرجوا لتعطيل أي هجوم للاحتلال الإسرائيلي .
طبعا نحن نتمنى ذلك، ولكن ما لا نتمناه أن لا نبالغ في حجم الأسلحة، وننشر أخبارا كاذبة بأن المقاومة تمتلك أسلحة غير تقليدية وتكون مبررا للعدو لاستخدام أسلحة أكثر قوة وتدميرا وأسلحة محرمة دوليا تسهم في زيادة حجم الخسائر سواء في صفوف المدنيين أو المقاومين.
ولا ننسى أن العدو الصهيوني وضمن سياساته يعمل على تسريب الأخبار الكاذبة والمزيفة، ولا تخرج هذه الأخبار من مصادر رسمية ، حتى يقوم بترويجها ناشطون، لا يحسنون الحرب الدعائية أو الحرب النفسية ، فتأخذ جانبا معاكسا هدفه تضخيم القوة، ومحاولة خداع الرأي العام العربي الذي يتعاطف مع حركة المقاومة ويتمنى انتصارها على العدو ، ولكنه يصاب بخيبة أمل تجعله يستسلم لكل المخططات التي تحاك في المنطقة لإضعافها والهيمنة عليها من قبل الولايات المتحدة و” إسرائيل” والدول المتحالفة معها ، وقد بدأت أميركا تحقق المكاسب من هذه الألاعيب المزيفة بتأخيرها للحرب على غزة وبناء تحالف – يرتبط بتحالفات أخرى- يضم أكثر من دولة وبالتالي يكون قوة داعمة للاحتلال ، وهذا يعني بكل بساطة تخفيف الخسائر عن “إسرائيل” بحيث تتوزع الخسائر على الدول المتحالفة.
في مثل هذه الأوضاع نتمنى أن تترك الأمور إلى أصحابها بحيث نكون أكثر وعيا وأن يأخذ كل واحد دوره في هذه المعركة التي يجب أن يعرف العرب بأنها معركتنا جميعا ، سواء كان في الميدان ليقاتل العدو بكل شراسة ، أو في العمل الإعلامي والدبلوماسي، أو أي دور كان.
وهنا علينا أن نعود إلى الوراء قليلا ونتذكر معركة المطار الحاسمة في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق حيث كانت الدعاية العراقية تهول للنصر والقضاء على المحتل في المعركة الحاسمة في المطار، ولكن في النهاية استخدم الأميركان أسلحة محرمة جعلت الجندي العراقي يختفي داخل لباسه العسكري .
علينا أن لا نبالغ في القوة وعلينا أن نكون حذرين من الدعاية الصهيو- أميركية، ونعمل على دعم ومساندة اخواننا في غزة لأننا لا نريد لهم سوى النصر، وهم قادرون على ذلك.