كتب – فايز الشاقلدي
عبرت صديقتي عن حُبها للمسلسلات التي تحمل الطابع السياسي ” كرأفت الهجان ، عمارة يعقوبيان ، في بيتنا رجل ” ، واعتقدت أنا الحبُ والسياسة منسجمان كل الانسجام وداخل إطار واحد .
لكن بطبعي انا متمرد واحمل في قلبي ثنايا تجعلني افصل الحب عن السياسة ، فقادنا هذا الجدال الى تعمق كبير وتفاصيل كبيرة جعلتنا نكون رفاق ليلاً طويل نحدث كلانا الاخر عن الحب ببراءته والسياسة بوحشيتها .
الحب مدخلٌ لجميع العلوم الانسانية والاجتماعية والثقافية لكنه بمعزل عن السياسة ، جزء من هذه العلوم كان لابد لها من أن تدخل باب الحب أولاً لاكمال المسير ، الحب .. قيود يتم فرضها علينا من مجتمعاتنا المحافظة ويدخل من باب الاختلاط وحرمة التعامل بالحب بكل أنواعه .. والخ ، لكي ترد علي صديقتي أن السياسة أيضا تفرض علينا قيوداً كتلك التي يفرضها علينا الحب ، نعم قيود السياسة والسلطة كبيرة ويتحكم بها أشخاص عدة من قبل سلطات السياسين وتفرض على حرية التعبير والسياسة قاتله أيضا لحرية الصحافة وليست بمعزل عن تكميم الافواه …
الفرق كبيرٌ جدا بين قتل الحرية وقتل القلوب … عزيزتي .. العاشق يمارس عشقه سراً وقد يكون غارقًا في إثم الحب في مجتمع يجرم الاختلاط ، ويحاولون الاحبة التمرد أحيانا على بعضهم البعض ، وقد يلجاون الى لحظة افلات الزناد والتخلي واحد عن الاخر يكون قد قتل بيد من يحب … يكون هنا قد مات شهيدا
المفارقة هنا أن السياسين يحاولون التمر أيضا على واقعهم المرير لكن ليس سراً وفي كل خطوة يتم القيام بها تتم دراستها وبشكل واضحٍ وعلني ففي كل دول العالم تمتلك الحكومات والسلطات الاساليب القمعية والامنية على السياسي والمعارض هنا الزناد او الحكم يكون قد انطلق ليكون ” فطيستاً ” لعنجهياته بخلاف العاشق الولهان
وكم عاشقا بقي كاتماً سره في فؤاده دون أن يتمرد ويبوح بحبه ليبقى أسيراً لمشاعره الجياشة ، وكم سياسي عبر عن ملامح بطولاته الزائفه ليصفق له البعض فلو كان يحب السياسة لما اتجه الى الاستعراض بعكس المحب ، وكم عشقنا مادة علمية تدرس بسبب مدرسها ، وكم عشقنا أوطاناً لاننا أحببنا اللعب في حدائقها …، الحب بالسر .. والسياسة بالعلن ..،. وممارستهما يودي الى القتل لكن شتان بين الموت المعلن والموت المخفي .