بقلم : د. مي عناتي
في العقود الأخيرة، شهدت المملكة تقدمًا ملحوظًا فيما يتعلق بمشاركة المرأة في الحياة السياسية. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي ما زالت تواجهها المرأة الأردنية، فإنها استطاعت بفضل إصرارها والدعم المتزايد من المجتمع المحلي والقوانين التي تشجع على مشاركتها، أن تلعب دورًا أكبر في الأحزاب السياسية الأردنية. وبالنظر إلى الأفق السياسي المقبل في الأردن، يبدو أن هناك تحولات ملموسة في دور المرأة المستقبلي في هذه الأحزاب.
وتعتبر المرأة الأردنية منذ فترة طويلة جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمملكة الأردنية الهاشمية. على مر العقود، شهدنا تطورًا كبيرًا في دور المرأة ومشاركتها في مختلف المجالات، ومع اقتراب الانتخابات السياسية المقبلة في الأردن، يجب أن نلقي نظرة على دور المرأة في الأحزاب السياسية الأردنية المقبلة وكيف يمكن أن يتحسن هذا الدور لتحقيق مجتمع أكثر توازنًا وتنمية أكبر.
فتاريخ المشاركة السياسية للمرأة في الأردن يعود إلى الستينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين تطورت المشهد السياسي ببطء ليشمل المزيد من النساء. اليوم، يمكن رؤية نساء يشغلن مواقع رفيعة في الحكومة والبرلمان، وهو ما يعكس التقدم الذي أحرزته الأردن في تمكين المرأة سياسيًا. ومع ذلك، فإن هناك تحديات تبقى أمام المرأة الأردنية في مجال العمل السياسي، ومنها التحديات الاقتصادية والثقافية.
إن المرأة في الأحزاب السياسية يعكس تحولات المجتمع ومستوى التمثيل والمشاركة السياسية للنساء. وفي هذا السياق، يجب أن نناقش بعض الجوانب الرئيسية لدور المرأة في الأحزاب السياسية الأردنية المقبلة بصفتهن نصف المجتمع، يمكن للمرأة أن تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل مستقبل الأحزاب السياسية الأردنية. واستنادًا إلى التجارب السابقة والتقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن، يمكن توقع ما يلي:
زيادة المشاركة في القرارات السياسية: ينبغي أن تستمر المرأة في السعي نحو زيادة مشاركتها في اتخاذ القرارات السياسية على جميع المستويات. يمكن للنساء تقديم رؤى جديدة ومتنوعة لمعالجة القضايا الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة.
تعزيز المساواة الجنسية: يجب أن تستمر الحكومة والأحزاب السياسية في دعم تشريعات وسياسات تعزز المساواة بين الجنسين. هذا يشمل تعزيز مشاركة المرأة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وتمكينها اقتصاديًا.
تعزيز الوعي السياسي: من المهم تعزيز الوعي السياسي بين النساء وتوجيه الجهود نحو توفير التدريب والتعليم اللازمين لتمكينهن من الاشتراك بفعالية في العمل السياسي.
دعم الشباب السياسيات: ينبغي دعم الشابات الراغبات في الانخراط في السياسة وتوجيههن نحو تطوير مهاراتهن القيادية.
تعزيز الحوار والتفاهم: من المهم تعزيز حوار الأحزاب والتعاون بينها لضمان تحقيق مصلحة الأمة دون تمييز بين الجنسين.
زيادة التمثيل النسائي: يجب على الأحزاب السياسية تعزيز مشاركة المرأة في صفوفها من خلال تعيينها في المناصب القيادية ومنحها فرصًا متساوية للترشح والانتخاب. يمكن أن تتحقق هذه الزيادة من خلال تطوير سياسات تشجيعية وتدريب النساء لزيادة قدراتهن السياسية.
الترويج لقضايا المرأة: يجب أن تكون الأحزاب السياسية على استعداد للعمل على تمثيل قضايا المرأة بشكل أفضل. ذلك يشمل تطوير برامج وسياسات تستهدف قضايا النساء مثل العنف الأسري، التمييز، والمشاركة الاقتصادية.
تعزيز التفاعل الاجتماعي: يمكن أن تلعب المرأة دورًا مهمًا في تعزيز التفاعل الاجتماعي وتحقيق التواصل بين الأحزاب السياسية والمجتمع المحلي. يمكنها أن تكون رابطة بين الحكومة والمواطنين.
في النهاية، يجب أن نفهم أن تعزيز دور المرأة في الأحزاب السياسية الأردنية ليس مجرد مسؤولية للأحزاب أنفسها، بل هو واجب واضح لتعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية المستدامة في الأردن. إن تمثيل النساء ومشاركتهن الفعالة يعزز الشفافية والشرعية في العملية السياسية ويسهم في تحقيق مستقبل أفضل للبلاد.