صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
تشكل ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية تهديدًا خطيرًا للأمان العام والسلامة الشخصية، آخر ضحية لهذه الظاهرة كان العريس حمزة الفناطسة، الذي تحول فرحه إلى مأتم حزين.
للأسف، لم تكن حوادث إطلاق العيارات النارية تؤدي إلى فقدان الأرواح فحسب، بل تسبب أيضًا في إصابات بالغة وإعاقات دائمة للأشخاص، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل أدى هذا العمل الخطير إلى تصاعد الخصومات بين الأهل.
في هذا السياق، قال الوجه العشائري والعين طلال الماضي، إن استخدام العيارات النارية سواء كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بالمناسبات أو لأي أسباب أخرى يعتبر مرفوضًا بشدة، مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة شهدت تشدد من قبل الجهات الرسمية في الدولة تجاه هذه الظاهرة، ولا سيما بعد التأكيد من جلالة الملك على ضرورة التصدي لها بشكل حازم.
وأضاف الماضي في حديثه لـ”صدى الشعب” أن السنوات الأخيرة شهدت جهدًا ملحوظًا من الجهات الأمنية والقضائية، مما أدى إلى تقليل كبير لهذه الظاهرة في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنه لا زال هناك ممارسات خاطئة من قِبَل بعض الأفراد للتعبير عن الفرح، والتي يمكن أن تُعبِّر عنها بطرق أخرى.
وأشار إلى أن الحادث الأخير الذي أسفر عن فقدان العريس حمزة الفناطسة ألم قلوب الأردنيين جميعًا الذين يساندون بعضهم البعض وحدتهم في الفرح والحزن، حيث شارك جميع أبناء الوطن عائلة الفقيد بحزنهم العميق ومواساتهم.
وبين الماضي في حديثه لـ”صدى الشعب” أن القوانين الحالية قادرة على التعامل مع ظاهرة إطلاق العيارات النارية بفعالية ووفقًا للتشريعات المناسبة.
وأكد، أن التشريعات وحدها ليست كافية لمواجهة السلوك السلبي، يجب على المجتمع أن يلعب دورًا نشطًا في مكافحة هذه الممارسات الخاطئة حيث يتعين عليه أن نتخذ إجراءات جماعية تتضمن مقاطعة أي مناسبة تشهد إطلاق عيارات نارية، بدلاً من الاكتفاء بردود أفعال غاضبة تكون مؤقتة.
وأضاف، أن مقاطعة المناسبات التي يتم فيها إطلاق عيارات نارية يجب أن تصبح ثقافة اجتماعية حقيقية، مشيرًا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع بأكمله في محاربة هذه الظاهرة المؤذية.
وأوضح، أن القوانين تأتي بعد حدوث الحوادث، ولكن الشكلية الأكثر أهمية هي ما قبل حدوثها، وهي ثقافة المجتمع نفسه، داعياً إلى تشكيل ثقافة تعتمد على الوعي والمسؤولية الاجتماعية العالية، والتي يجب أن يلتزم بها الجميع للمساهمة في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
ودعا إلى تكاتف الجهود للقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت تفقدنا العديد من لأحبة من الشباب، وتحول الكثير من الأفراح إلى أحزان، وهذه تعد كارثة للمجتمع.
وختم الماضي حديثه لــ”صدى الشعب” أن القوانين الناظمة توفر إطارًا قانونيًا لمعالجة هذه الظاهرة، ولكن الجانب الاجتماعي يتطلب جهودًا مشتركة لتشكيل ثقافة أردنية ترفض هذه الظاهرة وبما يمكّن من التعامل معها بجرأة وقوة.