صدى الشعب – محمد قطيشات
توالت الإشادات على المستويين الوطني والدولي، ومنها منظمة الصحة العالمية بالتوجيهات التي أصدرها جلالة الملك عبد الله الثاني مؤخرًا للحكومة باتخاذ الإجراءات التنفيذية لمكافحة انتشار التدخين، وخاصة في المدارس، ما جعل الأردن بقيادته الحكيمة يترجم بالأفعال لا بالأقوال حرصه على الحفاظ على صحة الموطنين وبخاصة الأطفال وتجسيده لأعلى المعايير الصحية وبما يتناغم مع اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
وشدد جلالته خلال اجتماع عُقد في قصر الحسينية على أن مواجهة خطر التدخين أولوية؛ وأن الوضع الحالي ليس مقبولا، وكذلك أهمية تطبيق قانون الصحة العامة في محاربة التدخين بخاصة بين الشباب، وأهمية تشديد الرقابة في الأماكن العامة لمكافحة التدخين، داعيًا جلالته إلى إعداد إستراتيجية متكاملة لمكافحة التدخين حماية للمجتمع، خاصة الطلبة في المدارس والذين صحتهم يجب أن تكون فوق كل اعتبار، مع الأخذ بالاعتبار بضرورة تعزيز رسائل التوعية من مخاطر التدخين.
وأعرب مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن، عن تقديره للتوجيهات التي أصدرها جلالة الملك لمكافحة انتشار التدخين في الأردن وخاصة في المدارس، وأهمية التعاون بين مكتب المنظمة في الأردن ووزارة الصحة والمجتمعات المحلية للحد بشكل فعّال من انتشار التبغ وحماية صحّة الأردنيين وخاصة الشباب والأطفال منهم.
وأعرب مكتب المنظمة الدولية عن فخره بالتوجيهات الملكية لمكافحة انتشار التدخين واتخاذ الاجراءات الفعلية بهذا الخصوص والذي يترجم خطوات حقيقية للتعاون بين منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية والمجتمع المحلي لتكثيف الجهود في التصدي لمخاطر التبغ، تماشياً مع الالتزام طويل الأمد منذ مصادقة الأردن السبّاقة على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في عام 2004، والتي تعتبر علامة فارقة في مسيرة مكافحة التبغ بأشكاله وخطوة مهمّة لتعزيز قوانين الصحة العامة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن التوجيهات الملكية لمكافحة التدخين تتناغم وتتوافق مع المساعي المتجددة والعمل المستمر الذي تم إنجازه منذ الاعتماد المبكر للاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، ومن خلال الشراكات الإستراتيجية يتم العمل في تطوير حملات توعوية وإجراءات فعّالة تعمل على تثقيف الجمهور وتمكينه بشأن المخاطر متعددة الأشكال بسبب استخدام التبغ.
وشكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، جلالة الملك على توجيهاته وتأكيده لتعزيز الجهود في مكافحة التدخين في الأردن، وخاصة بين الشباب، وقال غيبريسوس، في تغريدة له، عبر منصة وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن منظمة الصحة العالمية ستستمر في تعاونها الوثيق مع الحكومة الأردنية لحماية صحة الشعب.
بدورها، أكدت الحكومة التزامها بتشديد الرقابة في المؤسسات الحكومية والعامة لمنع التدخين، وفقا لقانون الصحة العامة وضرورة تشديد الرقابة لضبط انتشار الأشكال الجديدة من الدخان، التي تساهم في تشجيع المزيد من الفئات على ممارسة التدخين.
ووفقاً للمسح الوطني التدريجي (STEPs) الذي أجرته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في الأردن، فإن 66.1 بالمئة من الذكور يدخنون التبغ بالإضافة إلى 15.9 بالمئة يستخدمون السجائر الإلكترونية؛ ما يصنف الأردن ضمن قائمة الدول التي يوجد بها أعلى معدلات انتشار التدخين بين الذكور في العالم.
وكان وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي عزمي محافظة عرض لأبرز الخطوات التي سيتم تطبيقها اعتبارا من الفصل الدراسي الحالي لمكافحة التدخين، ومنها تسمية ضابط ارتباط عدلية لمنع التدخين داخل الوزارة والمديريات والمدارس بالتنسيق مع وزارة الصحة، وإعداد الأدلة التثقيفية والإرشادية لإكساب الطلبة المهارات الشخصية والاجتماعية لوقايتهم من أخطار التدخين، وكذلك إطلاق وزارة الصحة مبادرة إعلامية لطلبة المدارس من أجل مكافحة التدخين ، وإعداد البروتوكول التشخيصي والعلاجي لتحديد خطوات التشخيص والعلاج لحالات التدخين والإدمان.
بدورها، أعلنت نقابة الأطباء حظر التدخين في جميع مبانيها، وفي مقرها في عمّان واللجان الفرعية في المحافظات، واعتبارها أماكن خالية من التدخين.
وقالت النقابة في إدراج لها عبر فيسبوك إن القرار جاء انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية بإعداد إستراتيجية متكاملة لمكافحة التدخين حماية للمجتمع والحفاظ على الصحة العامة.
خلاصة القول، التوجيهات الملكية للحكومة لاتخاذ الإجراءات لمكافحة انتشار التدخين، وإعداد إستراتيجية متكاملة لمكافحة التدخين حماية للمجتمع، تؤكد الحرص الملكي للحفاظ على صحة المواطنين ونبراسًا يهتدى به لتجسيد مبادئ سلوكية شمولية لدعم جهود مكافحة والتدخين وبما يتوافق مع شمولية الهدف للحفاظ على الصحة العامة.