صدى الشعب – حازم الخالدي
رغم علاقة الزمالة التي كانت تربطني بالمرحوم عبد الرحيم غنام في المجال الصحفي والثقافي، لكن أكثر ما يرتبط في ذاكرتي بعبد الرحيم غنام، الذي انتقل إلى رحمه الله تعالى أول من أمس، شخصية الملاكم التي كان يتقمصها في شبابه.
عندما كنت طفلا صغيرا كنت أتجول بين الأماكن المختلفة في مدينة إربد، التي تثير فينا شغف المتعة والثقافة والتسلية ، كنت أتردد مع أصدقائي بين أندية العربي والحسين إربد والجليل الذي كان اسمه مركز شباب مخيم إربد، نتابع المباريات والجلسات الثقافية والمسرحيات وغيرها، كنت أرى عبدالرحيم بلباسه الرياضي يصعد حلبة الملاكمة ، وكان مفتول العضلات ننظر إليه كأطفال بإعجاب رغم أنه لم يكن ملاكما محترفا ولكنه يشبع هوايته في هذه الرياضة التي يمارسها باستمرار.
لقد ساعده جسمه وقوة عضلاته على خوض غمار هذه الرياضة التي لم يكن لها شعبية كبيرة، وبنفس الوقت يشبع هوايته في المسرح الذي كان حاضرا وبقوة في ذلك الوقت وكانت هناك مجموعة يقومون بالتأليف والتمثيل والاخراج، منهم إلى جانب عبدالرحيم غنام، زيناتي قدسية ،الذي أصبح ممثلا مشهورا في المسرح السوري ، وإبراهيم الكردي الذي كان يتقن فن الكتابة المسرحية.
ساعدت الثقافة المسرحية لعبد الرحيم غنام إلى أن يتجه نحو الصحافة التي عمل فيها في بيروت ، وكانت بيروت وقتها في أوج ازدهارها وتوقدها قبل أن تشتعل الحرب اللبنانية وتبدأ هجرتها إلى الخارج ، ولم ينقطع غنام عن الصحافة فعمل في الصحافة الكويتية لفترة من الوقت، ومن ثم عاد الى الأردن مجددا ليعمل في صحيفتي صوت الشعب والأسواق، إلى جانب اتجاهه نحو عشقه المسرح، ليشارك نخبة من الكتاب والفنانين بتأسيس فرقة مسرح الفن في إربد.
يرحل الزميل غنام عن عالمنا في وقت تعيش فيه الصحافة حالة من الحزن على تراجعها ، وقد تحولت إلى مرحلة ركود أدخلتها في أزمات لن تكون طويلة..
رحم الله الزميل الصحفي والمثقف والفنان عبدالرحيم غنام ، ودعاؤنا له بالرحمة والمغفرة وفسيح الجنان .
