المسرح الجنوبي يجمع بين أصالة الأردن والطرب السوري والأصوات التونسية الخضراء

صدى الشعب – نور الدين نديم و فايز الشاقلدي

أطرب  سلطان الطرب جورج وسوف في ليلة مليئة بالفن والموسيقى والطرب جمهور مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ 37 ، خلال حفلٍ غنائيٍّ على مدار ساعة ونصف الساعة، على مدرج المسرح الجنوبي.

وتنقل “وسوف” بين أغانيه التي رددها معه جمهوره ، ضمن حضور قُدر بالآلاف ، مستهلًا بأغنية ” حد ينسى قلبه ” فور فتح الستار الأسود ليعلن انطلاق تاسع ليالي مهرجان جرش.

وأقامت اللجنة العليا المنظمة لحفل “وسوف” ستاراً اسوداً ضخماً بطول المسرح ليتم تجهيز كافة التحضيرات اللازمة لظهور الفنان القدير على خشبة المسرح الجنوبي .

ورداً على استفسارات “صدى الشعب” أكد مصدر مسؤول أن الاستعانة بستارة سوداء على المسرح قبل بدء الحفل جاء بطلب من إدارة أعمال جورج وسوف؛ ليتسنى لمرافقيه تحضيره للظهور بالشكل الأمثل أمام الجمهور.

كما رحب “وسوف” بجمهوره وأعرب عن شكره لإدارة المهرجان، ومن ناحيته كرم مدير إدارة مهرجان جرش أيمن سماوي الفنان السوري جورج وسوف بدرع المهرجان .

وفرح الحضور بـ”حلف القمر” التي تقول “حلف القمر يمين وقلي… يا حلوة ساعة ما شافك… في الحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي … يا روحي كملت أوصافك يا روحي”، وغنى وسوف مع الجمهور “لو نويت تنسى اللي فات … واللي كان والذكريات … إنّه غيري خاد مكاني … إنّه قلبك مُش عشاني … ليه تجرّحني بكلامك، طب ما تهجر من سُكات”.

وبدأ الانسجام واضحاً بين وسوف وفرقته الموسيقية بقيادة المايسترو ايلي العليا، حيث اختار تقديم مجموعة كبيرة من أغانيه العالقة في أذهان الجمهور على شكل “كوبليهات” متتابعة، فغنى “بستنى باليوم واليومين، صابر وراضي، بيحسدوني”، قبل أن يعود لبداياته ويغني “يا ليل العاشقين” التي رددها الجمهور معه طويلاً وأعاد منها” كوبليهات” كثيرة، وكذلك فعل مع أغنيته “قلب العاشق دليله”.

وفي حفلات الوسوف تطغى الكاريزما التي يمتلكها على الأجواء، فهو يغني تارة ويترك الجمهور تارة أخرى وكأنه المطرب، في ذكاء يحسب للفنان، فعلى إيقاع “أبو وديع” يغني الجمهور ويسكت ويتفاعل ويصفق.

وعاد الفنان سعد ابو تايه بعد ليال طويلة انتظرها الجمهور بشوق ولهفة ، ليعرب عن سعادته بليلة استثنائية قال فيها ” سعيد بوجودي وشرف كبير لي ان اكون جزءاً من هذه الليلة بوقوفي مع سلطان الطرب “

كما أدمعت عيون الفنان الأردني سعد ابو تايه فرحاً بهتاف آلاف الجماهير الغفيرة التي كانت تنتظر صعوده على خشبه المسرح الجنوبي في مهرجان جرش.

وفي ليلة أردنية مميزة أمتع ابو تايه جمهوره وجمهور جرش بأجمل الأغاني الأردنية والتراثية والوطنية وسط تفاعل آلآف الجماهير الذين كانوا يرددونها معه. وأثنى ابو تايه على التنظيم الرائع لمهرجان جرش لهذا العام.

ووجه شكره الكبير إلى أيمن سماوي مدير عام مهرجان جرش الذي وضع الفنان الأردني على مصاف النجوم العرب.

كما شكر نقابة الفنانين الأردنيين على منحها فرصاً كبيرة لمشاركة اكبر عدد من الفنانين الأردنيين والمسرحيات والدراما التي شهدت نجاحا كبيرا. واثنى على رعاية وزيرة الثقافة لكل أردني مبدع واهتمامها وحرصها على انجاح الفعاليات.

* الصوت التونسي الأصيل يتزامن مع الأصالة الأردنية

كما أحيا الفنانان الأردني أسامة جبور والتونسي صابر الرباعي، مساء الجمعة، الليلة العاشرة وقبل الأخيرة، من حفلات المسرح الجنوبي الجماهيرية، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ37، الذي يقام تحت شعار “ويستمر الفرح”، في الحفل الذي كان عنوانه الطرب والعودة إلى أصالة الغناء، وسط حضور جماهيري.

وبدأ الحفل مع الفنان جبور، صاحب التجارب الفنية المهمة في الأغنية الأردنية، حيث قدم مع فرقته الموسيقية بقيادة الفنان عصام سماوي، على مدى 50 دقيقة وصلات من الغناء الطربي، مفتتحاً حفله بأغنية “تعلا و تتعمر يا دار”، قبل أن يقدم أغنيته “مشتاق وقلبي دايب”، وكونه ينتمي لمدرسة الراحل ملحم بركات الطربية، غنى جبور وسلطن بمجموعة من أعمال بركات، منها: “جيتك بوقتك”، كما قدم أغنية الفنان الراحل خليل حلاق “الدنيا حلوة برجالا”، وأبدع في غناء أغنية “العندليب الأسمر” عبد الحليم حافظ “جانا الهوى”، قبل أن يحظى بتكريم من وزيرة الثقافة هيفاء النجار، ومدير المهرجان أيمن سماوي، ورئيس بلدية جرش أحمد العتوم.

وفي ظهوره الثاني على جمهور مهرجان جرش، بعد مشاركته الأولى عام 2006، كان الفنان صابر الرباعي فرس الرهان الناجح، حيث أمتع جمهوره على مدى ساعة ونصف بأغاني من أرشيفه الغنائي الكبير، وكان ذكياً في تلبية طلبات الجمهور الأردني والأشقاء من فلسطين وتونس، حيث قدم لهم “ميدلي غنائي” من أغانيه بمعدل “كوبليهات من كل أغنية” بكل اللهجات العربية، مع فرقته الموسيقية المكونة من 20 عازفاً بقيادة المايسترو قيس المثلوثي.

وافتتح الرباعي حفله بأغنيته الإيقاعية “ببساطة”، أتبعها بأغنية “يا أغلى ما عندي”، وتضمن “الميدلي الغنائي”، أعمالاً باللهجات اللبنانية والخليجية والمصرية والتونسية، ومنها “يا عسل، يا سمرة، يا لا لا، مثلت الحب عليه، الله يحميك، عزة نفسي، دلولة، مزيانة، ع الطاير”، قبل أن يلبي طلبات الجمهور بتقديمه مجموعة من أشهر أغانيه، ومنها “خلص تارك” و”عز الحبايب” و”سيدي منصور” و”أجمل نساء الدنيا” و” اتحدى العالم” “وبرشا”، وبلغت ذروة الطرب في الحفل، عندما قدم الرباعي رائعة الفنانة (عليه التونسية) “علي جرى”، حيث استعرض قدراته الصوتية وطبقات صوته الهادر في أداء طربي انتزع صيحات الحضور، قبل أن يحظى بتكريم من مدير المهرجان في نهاية الحفل.

وقال الرباعي في تصريحات صحفية ، انه يحرص على لقاء الجمهور الأردني في كل فرصة يتاح له فيها ذلك، ويعتز بالمحبة التي يجدها من الجمهور، مضيفا “حضوري في مهرجان جرش فرصة عظيمة للغناء في واحد من أهم المهرجانات العربية، التي تضيف لمشوار الفنان وتعزز حضوره الفني”.

وأبدى الرباعي استعداده للغناء باللهجة الأردنية، مبيناً أنه فنان عربي ويقدم أغانيه للجميع.

والتقى جمهور المسرح الجنوبي مساء السبت، في آخر أيام المهرجان، الفنانة الأردنية ديانا كرزون، والفنان اللبناني وائل كفوري، فيما يغني الفنان عيسى السقار على المسرح الشمالي.