صدى الشعب – محمد قطيشات
قبل يومين كنت قد استمتعت بنزهة في شوارع منطقة جبل الحسين في العاصمة عمان، ليس للتسوق ولكن شوقًا لهذه المدينة والحنين لماضيها العريق وذكرياتها الجميلة، وقابلت صديقًا بالصدفة في شوارع المدينة برفقة ابنته الصغيرة “حرية” ذات الأحدى عشر ربيعاً.
دار حديث معه كموج بحر هائج، استعرضنا فيه مسيرة مهنة الصحافة والتحديات التي واجهنا، وبالمناسبة صديقي صحفي فذ بمواقفه وموضوعيته وطيبته، فكان ديدنه “البلد والمصلحة العامة فوق كل اعتبار”..تناولنا في الأثناء الحديث حول مشروع قانون الجرائم الالكترونية المثير للجدل وأراء الخبراء ومؤسسات المجتمع المدني ونقابة الصحفيين حوله، وخلصنا إلى بما مفاده أن……!؟
المفاجأة المدوية، كانت كبرق في ليلة مظلمة أنار بغتةً ما حولنا بعد الذي قالته “حرية” وبرجاء ملأ قلبي حرجًا وحزنًا وعقلي تيهًا “عمو احكي لباب يبطل يكتب والله ما معنا نوكل وما معنا ندفع وحالنا لا يعلمه إلا الله…وذرفت حرية دمعة ملأت بعذوبتها كل محيطات الأرض وجعلتها تفيض.. ولكن لا يسمع أنينها إلا ذاتها وجسدها الغض يرتجف…”.
تملكني شعور ثقيل بالحرج يلازمني وبات ينتابني الضعف أمام قوة حجة “حرية” رغم بساطتها وعفويتها وبراءتها ونقائها..لكنني تمالكت نفسي، وقلت..عفوًا عمو “حرية” مازلتي صغيرة..!؟.
بعد التقاء النظرات مع صديقي والتي يتفنن بها بعض الصحفيين، تغير مجرى الحديث، وأصبح مفاده، المقارنة بين شوارع مدينة جبل الحسين العريقة والحداثة التي تسري في عروقها..!؟