زياد الغويري
…(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وفي الحديث الشريف (تتداعى الأمم عليكم في آخرالزمان كما تتداعى الأكلة على قصعتها)، فسألوه عليه صلاة ربي وسلامه أو نحن قلة يومئذ يا رسول الله، فأجابهم الصادق صاحب الخلق العظيم (انتم يومئذ كثر ولكن غثاء كغثاء السيل).
يشخص الذكر الحكيم، مما ابتدأنا به بعد بسم الله الرحمن الرحيم، واقعنا المعاش، واقعنا المؤلم الذي بلا شك يرفض استمراره كل غيور على دينه وأمته ووطنه.
..وإن شخص ما ابتدأنا به الواقع فأن الحل يأتي أيضًا من الذكر الحكيم قرآنًا وسنة، ففي الحديث الشريف، يقول عليه أتم الصلاة والسلام (تركت بينكم ما أن تمسكتم بهن لن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنة نبيه)، كما يقول المولى سبحانه عز في علاه (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)، وفي الحديث الشريف(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى )، (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا) نعم من هنا الحل والعودة للخيرية أفرادًا وأمة التي لم ولن تنتهي بيوم من أمتنا، ففي الحديث الشريف
(الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة).
..واقعنا المؤسف والذي أن أستمر لا قدر الله سواء كانت في حياة الأفراد والجماعات أو المجتمعات نتيجته الأخروية أكثر سوءً ووبالاً، كما شخصه الذكر الحكيم قرآنًا وسنة من أسبابه ومن ذات الذكر (ومن اعرض عن ذكري فإنه له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى).
..ومن هنا ومن أي الذكر الحكيم (وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين)فهي دعوة للوقفة مع الذات وفي الحديث الشريف
( كلنا خطاء وخير الخطاب التواب )، ففي أي الذكر الحكيم (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، كما أن الغاية من كل العبادات وأركان الإسلام والإيمان (..لعلكم تتقون)،( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاه ولا تموتن إلا وانتم مسلمون )، فالإسلام دين الحق عقيدة وشريعة هدفه تقوى الله وتحقيق الخيرية والنجاة بالدارين( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). ..وفي هذا وذلك ما يجب أن يكون عليه المسلم، وهذا ما يجب عليه أن تكون عليه علاقة المسلم بخالقه عبادة وبأخيه محبة وأخوة، فمن كان نهجه سوى ذلك فلا يلومن إلا نفسه، وهنا ونحن في موسم النفحات الإيمانية للعشر الأول من ذي الحجة ففي الحديث الشريف (أن لله في أيام دهركم لنفحات فاغتنموها)) ثم إن الله قد أقسم بهن ولا يقسم إلا بعظيم(والفجر وليال عشر والشفع والوتر..)، فهي فرصة للتوبة والتغيير للأفضل (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). ..نعم نحن بأمس الحاجة لهذا التغيير حماية للنفس من شرورها التي وصلت للأسف حدا مؤسفا من شجارات باتت تخطف الأرواح والسؤال أين نحن من اسلامنا دين الحق وتأثيره إيجابا على سلوكنا لا أن يكون السلوك نقيضه (( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) بل أين دور مؤسساتنا إعلامية ودينية تربوية وبمقدمتها المسجد للحؤول دون السلبية التي تغشى عقول البعض سلبية حتي في المقبرة وكفى بالموت واعظا وفي المسجد الرسالة والهدف والغاية. ..يكفي البعض عقوقًا لأنفسهم ومجتمعهم ببعدهم عن الخيرية ممارسات سلبية نتمنى أن تنتهي فليس مقبولا من مصل على باب مسجد أن يحاول ضرب أخيه، فمشهد يدمي القلب أن يحاول شاب بمقتبل العمر فغش رأس رفيقه وإمام المسجد بحجر أو في مقبرة من خصام حد الشجار كما جرى اليوم أمام أحد المساجد حيث امسك فتى بالغ حجرُا هم بها على زميله لولا تدخل أصحاب تقوى وورع الظلم ظلمات وما يجري من تسرع نحو الشجار وأحيانًا بمساجد وعلى المقابر يناقض ويخالف الشرع وما يجب من خلق وعضة وبالأخص هنا.
..يكفي سلوكيات تخالف الشرع وتوجب الإثم، سقناه مجرد مثال وفي عباداتنا لله ينبغي التقوى وفي صلاتنا ينبغي الخشوع ونهي النفس عن الهوى ففي الحديث الشريف( لا صلاة لمن تنهه صلاته عن المنكر) للأسف البعض من شبابنا بلا خشوع وكثير منهم بلا صلاة رغم أنها صلة العبد بربه متناسين الآية الكريمة ( ما سلككم في سقر قالوا لم نكن من المصلين .)، ما يقرع جرس الخطر ويوجب استدراك الشباب واستثمارهم لصلاح مجتمعهم ونفعه ولنحميهم من شرور أنفسهم وليكونوا إخوة متحابين كما يوجب ذلك ديننا الحنيف
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاه ولا تموتن الا وانتم مسلمون)( أن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين…).
…فهلا كانت العشر من ذي الحجة بداية للتوبة لمن خرج عن النهج القويم وبالختام إحفظ الله يحفظك ولنقف بحق عند الآية الكريمة ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)