صدى الشعب – محمد قطيشات
يتجشم المراجع للكثير من المؤسسات الحكومية عنتاً ومعاناة لا يدركهما إلا من هو بين جمهور المراجعين، حيث الاكتظاظ الشديد في أغلب الأوقات داخل قاعة تكاد تخلو من أي تهوية، وعدم مراعاة لحقوق الحالات الإنسانية من كبار السن والمرضى والأشخاص المعوقين والأطفال الذين ترتجف لصوت بكائهم القلوب، وسط ساعات الانتظار الطوال، وعدم كفاية الكوادر البشرية لقلة عددها أو لمغادرتها باتفاق شخصي لبعض الموظفين، رغم الكم الهائل من المراجعين أو المعاملات، ناهيك عن المعاملة القاسية من بعضهم بحق المراجعين، والذي يثير حفيظتهم واستغرابهم.
ولكن لماذا لا نرى زيارات ميدانية للمسؤولين ومن الوزن الثقيل، وبحجم رئيس الوزراء وطاقمه الوزاري..وبعيدًا عن عدسات الإعلام ليرى المواطن المسؤول المعني يتفقد ويطلع ويجد الحلول وليجعل المقصر من المسؤولين أو حتى من موظفي بعض المؤسسات أن هناك رقابة عليا ومباشرة وليست شعبوية وأمام عدسات الإعلام.
ترسيخ التواصل الحكومي الميداني للمسؤولين مع المواطنين في مختلف أماكن سكناهم، يتطلب من المسؤولين والوزراء الخروج من مكاتبهم والنزول إلى الميدان، وليكون ذلك جزءاً من نهج الحكومة وخططها العملية في العلاقة مع المواطن..!؟
جلالة الملك عبد الله الثاني- حفظه الله – حثّ المسؤولين إلى النزول للشارع والتواصل مع المواطنين، وقالها “نريد المسؤولين في الميدان وأنا سأراقبهم”، مشدداً على أن من لا يريد الخروج من مكتبه ليتحدث إلى المواطن فيغادر موقعه.
هناك الكثير من المستجدات والتحديات وهناك الكثير من الإنجازات التي يجب تعظيمها والبناء عليها، ولا يكون سبيل نجاحها وتحقيق المصلحة العامة، إلا من خلال ترسيخ الشراكة والتعاون والتي اساسها استشراف المستقبل بحسن التخطيطي والتنفيذ وفق منهجية حكيمة تهدف إلى تقديم الخدمات النوعية الفضلى للمواطنين وعلى أرض الواقع، وبما يلبي احتياجاتهم وطموحاتهم، وتغليب المصلحة العامة على كل اعتبار.
خلاصة القول: الاجتماعات واللقاءات التي جرى إعدادها لها مسبقًا وربما كانت الكلمات وحتى المداخلات فيها وأمام عدسات الإعلام والذي هو شريك أساسي وفاعل ولا يمكن إغفال دوره، إلا أن الزيارات الميدانية تكون تنبض دائما بالواقع والحقيقة البعيدة عن المجالات وتؤتي أكلها كل حين، فهي واقع لأمانة المسؤولية، وتشعر المواطن بالرضي وتشعر المسؤولين والموظفين في كافة المسؤوليات بحس المسؤولية.
ويأتي نزول المسولين وبكافة مناصبهم إلى الميدان وتلمس احتياجاتهم كل من مجال مسؤوليته وفي مجال عمله، هو تنفيذ للتوجيهات الملكية وتجسيد للحرص الموصول النابع من أمانة المسؤولية.
ويبقى القول.. لماذا لا نرى زيارات ميدانية للمسؤولين..بعيدًا عن عدسات الإعلام ..!؟