إعادة ترميم منزل الحاجة رتيبة إبنة الشهيد جمجوم بمخيم الوحدات
الجبالي : 3 آلاف دينار تكلفة ترميم المنزل والذي كان يفتقر لأدنى مقومات الاستخدام
صدى الشعب – فايز الشاقلدي
داخل زقاق مخيم الوحدات، وبين بقايا جدران متهالكة، لبيت مهجور تتساقط على رأس ساكنه أجزاءٌ كبيرة من سقفه، ومطبخ صغير ودورة مياه بالية لا يوجد بهما أدنى مقومات الاستخدام، تقطن داخل أروقته إبنة الشهيد محمد جمجوم الحاجة رتيبة .
وتزامنًا مع مرور 93 عاماً على استشهاد الثالوث المرعب، محمد جمجوم، وعطا الزير وفؤاد حجازي، اطلعت جمعية ” عندي حلم للمبادرات الإنسانية “على واقع حال الحاجة رتيبة، البالغة من العمر 98 عامًا، التي وجدتها في حالة يرثى لها والتي أخذت على عاتقها إعادة البسمة والفرحة إلى وجه ابنة الشهيد الفلسطيني محمد
جمجوم.
وأكد رئيس الجمعية خالد الجبلي، أن الجمعية بدأت كخلية نحل طرقت أبواب الشباب العاملين في الجمعية فوجدت منهم الخير، وسارعت بالجد والاجتهاد والعمل على تحقيق وإنجاز أكبر قدر ممكن من الترميم، قبل دخول عيد الأضحى المبارك، ولرسم الابتسامة على وجه الحاجة رتيبة.
وقررت الجمعية إعادة ترميم المنزل الذي يبلغ مساحته 100 متر، وقسمت العمل بين الشباب والشابات ضمن مراحل التنظيف والترميم وصولاً إلى المعايير والمواصفات المطلوبة.
كما يصادف، السابع عشر من حزيران، الذكرى الـ93 على إعدام سلطات الانتداب البريطاني المناضلين الثلاثة محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1930، تم إعدام الشهداء في سجن القلعة بمدينة عكا رغم الاستنكارات والاحتجاجات العربية.
وبدأت قصة المناضلين الثلاثة بعدما اعتقلت الشرطة البريطانية مجموعة من الشبان الفلسطينيين بعد اندلاع ثورة البراق، التي بدأت عندما نظم اليهود مظاهرة ضخمة في 14 آب من عام 1929 لمناسبة ما أسموه “ذكرى تدمير هيكل سليمان”، أتبعوها في اليوم التالي بمظاهرة ضخمة في شوارع القدس، حتى وصلوا إلى حائط البراق، وهناك راحوا يرددون “النشيد القومي الصهيوني”، بالتزامن مع شتم المسلمين.
وفي اليوم التالي، الجمعة 16 آب الذي صادف ذكرى المولد النبوي الشريف، توافد المسلمون ومن ضمنهم الشهداء الثلاثة للدفاع عن حائط البراق، الذي بيت اليهود نيتهم للاستيلاء عليه، فوقعت صدامات عمت معظم فلسطين.
واعتقلت شرطة الانتداب في حينه 26 فلسطينياً ممن شاركوا في الدفاع عن حائط البراق، وحكمت عليهم جميعاً بالإعدام في البداية، لينتهي الأمر بتخفيف هذه العقوبة عن 23 منهم إلى السجن المؤبد، مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق الشهداء الثلاثة محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.
وحددت سلطات الانتداب يوم 17 حزيران من عام 1930، موعداً لتنفيذ حكم الإعدام بحق هؤلاء الأبطال، في وقت تحدى فيه هؤلاء الشهداء الخوف من الموت.
وكان محمد جمجوم يزاحم عطا الزير ليكون أول من يتم تنفيذ الحكم فيه غير آبه بالموت، وكان له ما أراد، أما عطا وهو الثالث، فطلب أن ينفذ حكم الإعدام به دون قيود، إلا أن طلبه رفض فحطم قيده وتقدم نحو حبل المشنقة رافعاً رأسه.
والشهيد عطا الزير من مواليد مدينة الخليل، وعمل في مهن يدوية عدة واشتغل في الزراعة وعُرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية، وشارك في المظاهرات التي شهدتها المدينة احتجاجاً على هجرة الصهاينة إلى فلسطين.
أما الشهيد محمد خليل جمجوم المنحدر من مدينة الخليل، فقد تلقى دراسته الابتدائية فيها وعندما خرج إلى الحياة العامة عاش ظلم الانتداب، وعرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للاحتلال كما العديدين من أبناء الخليل، فكان يتقدم المظاهرات احتجاجاً على اغتصاب أراضي الفلسطينيين، وكانت مشاركته في الثورات دفاعاً عن المسجد الأقصى ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله.
وكان فؤاد حجازي أصغر الشهداء الثلاثة سناً وهو مولود في مدينة صفد، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه، وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث الثورة.
وسُمح للشهداء الثلاثة أن يكتبوا رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام، جاء فيها: “الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداءً للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن نتذكر أننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساساً لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء، وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تكافح حتى تنال الظفر”.
وأضافوا: “لنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى (ويروغ منك كما يروغ الثعلب)”.
وخلد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته (الثلاثاء الحمراء)، الشهداء الثلاثة، وغنتها فرقة العاشقين ويقول مطلعها: “كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت، أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد، وصاروا مثل يا خال، طول وعرض البلاد”.
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/2-9-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/3-11-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/4-11-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/5-9-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/6-7-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/7-8-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/8-2-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/9-3-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/0-7-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/11-21-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/13-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/15-1-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/17-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/18-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/20-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/222222222222222222222222222222-768x1024.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/3333333333333333333333-1024x768.jpg)